إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأربعاء، 30 ديسمبر 2015

عام مضى



عام تقرع أجراسه لتغلق الأبواب ، ليمضي راحلا بكل أحداثه، ليتبقى لنا الذكريات فقط، والدروس والعبر ستبقى إن أردنا ذلك. رحل العام منتهيا لتقلب صفحة التقويم معلنة بدأ عام جديد، كما هي الحال قبل سنة من هذه اليوم، ليعيد التأريخ نفسه في غرة يناير لكن السنة قد كبرت في تعداد السنوات وقصرت من أعمارنا، لتمضي الأعمار نزولا والتأريخ صعودا. عام مضى ولم ننتبه له ، بل تجاهلنا وجوده، دون أن نحسب لعجلة الحياة حساب، فتنتهي اللحظات كما بدأت ولم نكن فيها سوى كائنات تموج في أروقة الأمكنة مكملين أعداد شخوص المسرحيات، ولم نكن عوامل نجاح، ولا بناء، ولا سواعد تساعد تحريك عجلة البناء .

عام مضى، وحين مضيه ، وفي ساعة الوداع تنبهنا لخطة العام التي قد رسمناها نهاية العام الماضي، لنحقق كل أهدافها أو جلها ، لنجد كل الخطة مشمعة كما كانت أخر مرة ، لم نفتحها لنمشي عليها، أو لنحقق ما خططناه. نفتح دفتي الخطة المرسومة للعام المنصرم لنتفاجأ بما دوناه كخطة، وأهداف، ومشاريع وددنا تحقيقها في العام الذي يحتضر، لكننا فوجئنا بإنتهاء العام ونحن في هرج ومرج، دون أن نعمل شيئا خارج الروتين المعهود. فيرحل العام إلى أللا رجعة وترحل الخطة نفسها للعام القادم، علنا نعمل على تحقيق بعض ما دوناه في الدفتر المنسي كهدف أو مشروع. فيرحل العام ولم نقرأ من قائمة الكتب التي حضرناها سوى عناوين معدودة نستحي أن نذكرها ، وتلك التي لم تحظى بفتح دفتيها ليطول مكوثها في القائمة بين الأرفف ليغطيها تراب الزمان. فيرحل العام ونتذكر أننا كنا نأمل البدأ بعمل تطوعي كمثل أؤلئك الناجحين الذين يخدمون مجتمعاتهم دون كلل أو ملل، فنجد أنفسنا تلهو متناسية تحقيق ذاك العمل العظيم، فلم يكن العمل ولم تخلق المنفعة ، فبتنا كما كنا نحلم نائمين ومتيقظين، وما أسوء أحلام اليقظة المفتقرة للهمة والعزيمة. ليرحل العام ونحن كما نحن، لم نكبر، ولم نسمو، ولم نجني ثمرة من ثمرات الكفاح التي حلمنا بها ووعدنا بها أنفسنا، فرحلت هي مع العام وبقينا في لهونا نراقص الملذات سكارى. ليرحل العام ونرى الناجحين يتنعمون في ثمرات كفاحهم تغمرهم السعادة العارمة جراء نشاطهم الحيوي المرصع بالهمة والعزيمة العظيمين.

هكذا رحل العام كمثل الغريب، ودون أن نعلم بآوان رحيله، لأنه لم تكن في الحياة خطة لاستغلال واستثمار أوقاته في نشاطات ومشاريع ننتفع بها في كل نواحي الحياة.علمنا بأنه سيرحل فكان كالصاعقة التي حطمتنا، حينما علمنا ، نحاول ترتيب الأوراق، وإعادة النظر فيها لنجد أن عاما يرحل من عمرنا دون تحقيق حلم واحد مما كنا نطمح ونطمع في تحقيقه، لنعيد حياة العام المنصرم وقد خسرنا ثلاثمائة وستين يوما من عمرنا تقريبا. ننتبه لرحيل العام، وكأننا نستيقظ من سبات عميق لا ندري ماذا حدث في كل هذه الأيام، نعود للوراء حتى نصل أول يوم لنقرأ الأحداث الواحد تلو الأخر، لم نكن في خضم الأحداث سوى جمهور مصفق فرح، أو حزين بخسارة، لم نكن أداة نجاح أو عمل. رحل العام ومازالت هممنا في سباتها رغم ضجيج الحياة حولنا، آذان لا تسمع ، قلوب لا تفقه، عقول لا تفكر.
لنعيد ترتيب الورق ، لنعيد تنشيط الهمة ونسعى في تحقيق المهمة مشمرين عن ساعد الجد، ولنشطب على عام 2015 لتكون عام 2016 ونكتب تحتها ملاحظة، رحلت 2015 تجر أذيال فشلنا، ونقوم بصناعة النجاح في هذا العام.
 
 
 
.

الأربعاء، 11 نوفمبر 2015

معاوية الكاتب يئن وحيدا بين القضبان



رغم إتهامي له بأنه عميل أمني أثناء حوارنا معا بعد كتابته مقاله الأكثر جرأة والذي بسببه دخل السجن لإسبوع تقريبا، إلا إنه ظل يحاورني بخلق سمح، رغم مخالفتي له في كثير من توجهاته الفكرية ولا أتفق معه إلا في بعضها الأخر فهو لم يقصي الرأي الأخر، وهذا طبيعي في الحياة لاسيما لشخص كمعاوية الأكثر جرأة من كتاب السلطنة. قد نختلف كثيرا مع بعضنا في توجهاتنا الفكرية والرؤى، وقد نتفق ،وهذا لايعني أننا في طريق معوجة لا استقامة فيها ،ولا يعني أن الأنا أفضل من الأخر ، ولا العكس صحيح، يبقى صفاء النوايا هي التي تحكم في هذا.

حينما نذكر معاوية حتما سنذكر كل تصرفاته وكتاباته وتوجهاته لاسيما التي نختلف معه فيها، وقد نذكر جرأته ومواقفه في كل القضايا التي لم يندس قلمه عنها ، إن كان صائبا أم غير ذلك. نتذكر ألأن معاوية بعد أن ذكرنا هو بنفسه بالمقطع الصوتي وهو بين ويلة القضية والمحكمة ،وحقيقة لم أنساه بل كان زائرا مترددا لذهني في كثير من الأحيان والمواقف والقضايا، لأن بعضا من القضايا الداخلية لا يكتب فيها إلا معاوية.اليوم بعد شهور وهو بين القضبان ها هو يناشد الكل بالمعونة لأجل إنهاء قضيته التي جعلته سجينا بلا حرية في سجون دولة مجاورة، يعاني ألام جرآته الزائدة ، فالبعض يعقب قائلا بحثت عن حتفها بضلفها ،وهذا قول مردود على صاحبه، والبعض الأخر يناصر قضيته لكنه وفي وضع الصمت،وهذا ديدن الجميع بلا منازع.
طول هذه الفترة والساحة الكتابية تفتقد معاوية الكاتب، معاوية الذي لم يالو جهدا في دعم الكتابة والتدوين، يدعم كل من إرتأى فيه خصلة كتابية ولو كانت صغيرة ، ظل يناصر الكتابة ،بغض النظر عن ماهية الكتابة التي يناصرها ، وكانت مناداته ،أكتب في كل شيء ،أكتب لكل شيء ، أكتب أي شيء، موقنا أن من رحم هذه الكثرة التدوينية ستولد أقلام بارعة لها صولات وجولات في الساحة الكتابية.أصبحت بعض من القضايا الملحة بحاجة لأقلام تترجمها ، وليست اي أقلام بل أقلام أكثر جرأة وشفافية، فحينما أختفى معاوية ذبلت كثير من تلك القضايا. حينما كنا نرجو سطوع أقلام في في فضاءات الكتابة، ظهرت لنا أقلام متسلقة منافقة حبرها نتن، لم تظهر إلا حينما بردت الساحة وأندست الأقلام مخافة القضبان، أو مخافة فقدها الحلى المرجو من الصحون الفارهة.حينما سجن معاوية لما تلاقي المواهب الكتابية دعما وتشجيعا،إذ إن معاوية كان الداعم الحقيقي للمبتدئين في التدوين ، فهو بحد ذاته مدرسة داعمة، رغم فقره لبعض الأشياء ،إلا أن الهمة الكبيرة في الدعم والنية الصادقة رفعت من شأنه عاليا، ولم يكن كباقي أعضاء جمعية الكتاب الذين لا يسمع همسهم ولا صرير أقلامهم حينما تدعو الحاجة لذلك.

إختفاء معاوية عن الساحة الكتابية لها أثر كبير، لاسيما في الوسط الثقافي، الأمر الذي جعل النشاط التدويني الجريء يصاب بالذعر قليلا ، فلم نعد نسمع للأقلام صريرا يطمئن قلوب البعض الذين تؤرقهم بعض القضايا ،ولا يزول أرقها إلا بالكتابة عنها. كنا نأمل أن يظهر لنا معاويتان على أقل تقدير ، فظهر لنا متسلقون ومنافقون قاموا يجلدون ظهور البعض بأقلامهم اللاسعة، فماذا عسانا نرجو منهم غير الصمت؟!.
أقول وبإيمان تام ، أتمنى مساومة المعنين أن يرجعوا معاوية الكاتب ويأخذوا بدله عشرة أعضاء من جمعية (.....)  .

الثلاثاء، 10 نوفمبر 2015

الإعلام والقضية



الضجة الإعلامية الكبيرة التي نعيشها في وسط الإعلام الحديث والتقليدي، لا تتعدى جوانب محدودة كالسياسة ،والدين ،وبعض من القضايا الإجتماعية الموسمية، والتنبؤات بأحوال الطقس ، ولم يبق إلا القليل لباقي أمور الحياة. في زخم هذا الإعلام لاسيما الحديث بكافة جوانبه وأشهرها التويتر والفيس بوك، أصبح كل مستخدميها عباقرة ومثقفين من الدرجة الأولى ، فالجميع فقيه مفتي في كل القضايا الدينية لاسيما قضايا الإختلاف التي لم يتفق علماء الأمة عليها، فيتم التكفير، والتفسيق ،والإخراج من الملة ،وهلم جرا.والكل محلل سياسي في كل القضايا السياسة الداخلية و الخارجية ، ويقومون برسم القضايا في لحظات، وكأنهم عباقرة السياسة العالمية، وهي التي يتم رسمها في سنوات لتتمخض بنجاح تخفق عليه القلوب خوفا من فشله ،لكن السادة التويترين هم يرسمون كل شيء متفائلين بنجاح محتوم، ويتم التراشق بين الأطراف لتعود الأمور لنقطة بداية الدائرة دون أن تتمخض باستفادة ينالها على أقل تقدير أحد الأطراف . وتدور دائرة الأحداث متنقلين من قضية لأخرى ،العامة هذا ديدنها وبعض المثقفين يقومون بصناعة تأكيد بعض الأفكار وترسيخها في روؤس الإمعات بصناعة النصوص التي عادة ما تكون هزيلة ،لا هي ذا حجة قانعة ،ولا تتبعها براهين تقوم بدفعها.
يعيش المواطن العربي في حالة نشاط إعلامي كبير لم تسبقة أمة من قبل في هذا ، ووجد هذا النشاط الإعلام والحراك التدويني في قضايا قد لا تخدم مستقبل الإنسانية أبدا ، بل تقوم على تكسير قوائمها بطرقها باستمرار في كل يوم مع ميلاد كل قضية وحتى موتها.أما الحراك والتراشق الديني لا ينفعني كإنسان فجل القضايا قد قال فيها الفقهاء قولهم، فإن رغبت باتباعه تبعته وإن لم أتبعه سألاقي ربي يوم الحساب هذا المتفق عليه، وهو المعلوم الأكيد، أما المختلف فيه فهناك طريقان أو أكثر وأسلك ما أشاء منهما وكل طريق برأيه الذي ينوره ،فلماذا أصحاب هذا يكفرون ذاك ، و أصحاب ذاك يكفرون هذا؟! يا للسخرية .
عميت عقولنا وقلوبنا فحملنا على عاتقنا مسألة من سيدخل الجنة؟! ومن سيدخل النار ؟! وهل الغناء حلال أم حرام؟! ومن الفرقة الناجية ؟! وهل القرآن مخلوق أم لا ؟! وهل سأرى ربي أم لا؟! وهل وهل وهل. كل هذه السنوات وبصراحة حينما أقرأ عن بعض القضايا أدرك أن عقولنا لم تتطور البتة ، وأدركت لماذا لا نسمع عن تقدم العلوم في بلاد الإسلام مع أن المسلمين هم من وضعوا أساساتها وافكارهم تدرس في جامعات الغرب حرفا حرفا. تعلقنا الأعمى بنهج بغيض هو من يردي بحالنا للحضيض ، وعزوفنا عن إثارة القضايا الهامة في الوسط الثقافي والإعلامي والإجتماعي هو الأخر سببا في جعلنا متأخرين قرونا عن الإنسانية في كل جوانب معيشتها، وحيويتها.
عزوف الإعلامين والمثقفين والكتاب والفقهاء وكل الأمة عن إثارة قضايا الأمة ،وقضايا الإنسانية أكبر جريمة يرتكبها الناس بحق الإنسانية جمعاء ،لأننا سببا في ترهل الأمور جعلها تنساب سريعة نحو الهاوية ليمت من يمت، ويجوع من يجوع ، ويقتل من يقتل ،ولينام الكثيرون عراة عطشى، وتنتهك الأعراض وتسلب الحقوق ،وتقذف المحصنات، وتسرق الأموال. إن عزوف الأمة عن إثارة قضايا الإنسانية كالإنتماء مثلا جعلنا نفقد إنتماءنا ،فلا العروبة أصبحت لنا وطنا، ولا العربية لنا لغة فصيحة، عشقنا أوطان غيرنا ليست لأنها جميلة،بل لأنها أمنة ،ترفرف الحرية في فضاءاتها مطمئنة. قتلنا إنتمائنا للغتنا العربية، ونحن أكثر من عشرين قطرا ، ونحن أكثر من مئة مليون عربي ، معلليين ضعفنا بهزل مصادر تعلمنا وفقر لغتنا ، ووخواء عقولنا، طفقنا نضحك على أنفسنا بسفاهتنا، قلنا لا يصح أن تدرس العلوم كلها بالعربية ،وكل الشعوب تدرس العلوم بلغتها الأم ،وهم دول وليسوا مجموعات دول كمثلنا. قتلنا هويتنا وإنتمائنا العربي بتبني هوية غيرنا لأننا وجدنا فيهم المثل والتقدم والرقي ،موهمين أنفسنا أنا عروبتنا تخلو من كل هذا!. عزوف الأقلام وإنخناق الصوت الذي ينادي بإثارة قضايا الإنسانية الأكثر أهمية والتي باتت تؤرق ضحاياها، جعلنا لا نقرأ ولا نرى ولا نسمع ولا نحس بغيرنا، مما جعل كفتي الحياة غير متزنة، ولا متعادلة.

ما يحدث لعروبتنا من ذل ومهانة وهوان سببه الأول علماء الدين، لأنهم هم الأكثر تبعية ،وأصحاب الرأي المسموع، وثانيهم الأدباء والكتاب والشعراء والمثقفين ،لانهم لم يسخروا أقلامهم لإعادة بناء العروبة ،بل استخدموها في هدم الإنسانية ،بطرحهم قضايا الإختلاف التي لا مناص عنها وتهويلها ورشق المختلفين دون مراعاة شرف الإختلاف أو شرف الخصومة وأماتوا القضايا المهمة ولم يتطرقوا لها، كالتعليم بلغة العرب، ومساواة الناس فيما بينهم، معتبرين البشر غير ناضجين فجلعوا أنفسهم أوصياء عليهم.نحن بحاجة لدعاة التجديد الذين يصدحون في منابرهم لخدمة الإنسانية وتجديد الإنتماء الديني والقومي. نحن بحاجة لمن ينادي بالإنسانية أولا وقتل الفروقات ، وجعل الناس إخوة متساوين في الحقوق والواجبات.لتكن نقاشاتنا في مواقع التواصل عن قضايا تخدمنا ،لا قضايا تهلكنا وتدمرنا، يكفي الأنسانية الدمار الذي نصنعه بأنفسنا ونموله بأقلامنا، وأموالنا، ورضانا، وصمتنا اللعين.

 

الأربعاء، 14 أكتوبر 2015

الهجرة النبوية العظمى



 

 


 1437 عام منذ هجرته صلى الله عليه وسلم، ومازال المسلمون يحتفلون بنهاية كل عام كذكرى لهجرته من مكة إلى المدينة ، من موطنه الذي لم يكن يحب أن يهاجره إلا رغما عنه، فقال قولته صلى الله عليه وسلم : (ولولا أن أهلك أخرجونى منكِ مَا خرجت) أو كما قال رسول الله، فخرج من مكة لا حول له ولا قوة ليذهب إلى المدينة المنورة ليبني حضارة قويمة قوية راسخة عبر الدهور ، فمن تلك المحنة الشديدة ولدت العزة والقوة والسيادة لبني الإسلام, فكان ميلاد دولة الاسلام ، عمت بدينهم الرحمة والمودة والتآلف للبشرية جمعاء. منذ ذاك العام بنيت الحضارة الإسلامية كأعظم حضارة في تاريخ البشرية إتسمت بكل سمات الخير والعدالة , ليس للمسلمين فحسب بل لكل المخلوقات على وجه الأرض حتى الحيوان وجد حقه في هذه الحياة ، والبيئة ككل ، وهذا دلالة على أن الرسول صلى الله عليه وسلم وضع في الحياة قوانينا تضمن للكل حياة حرة سعيدة مليئة بالأمن و السلام ، إذا إن الكل ملزم بإتباع القانون حتى الخليفة نفسه يجب عليه ولزاما التقيد بالقانون ، هكذا هو الإسلام ،إتسم بالعدالة فبات الناس جميعا مطمئنين أمنت أرواحهم ونفوسهم وأعراضهم وأوطانهم وأموالهم.

يحتفل اليوم المسلمون بذكرى الهجرة النبوية التي تذكرنا بالنبي القائد والمعلم والمربي والحكم العادل بين الناس والأوطان، لنتذكر ونتذاكر كل سماته وصفاته وأفعاله وأقواله ، وهوالقائل صلى الله عليه وسلم : (إذا تقاتل مسلمان ، القاتل والمقتول في النار ) أو كما قال رسول الله، وهو القائل : ( إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه) وهو القائل : ( المسلم للمسلم كالبنيان يشد بعضه بعضا ) أو كما قال رسول الله, وقال : (المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يسلمه، ومَن كان في حاجة أخيه، كان الله في حاجته، ومَن فرَّج عن مسلم كربةً، فرج الله عنه كربةً مِن كربات يوم القيامة، ومَن ستر مسلمًا، ستره الله يوم القيامة) وهو القائل : ( المسلم من سلم المسلمون من يده ولسانه) . أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيرة جدا ، وجاءت شاملة لكل نواحي الحياة تعلم المسلم أمور حياته ، وتضبط له حركاته وسكناته ، وتوضح له الكثير من المبهمات.


اليوم نحتفل بذكرى الهجرة النبوية والمسلمون غارقون في الحروب اللعينة بين بعضهم ، مبتعدين كل البعد عن منهج رسول الله ،يقتل بعضهم بعضا ، ويلعن بعضهم بعضا ، ويكفر بعضهم بعضا ، وقد وزع بعضهم صكوك الغفران على البعض و تصريح دخول الجنة ، وتقارير دخول النار ، فبات المؤمن العابد من المبشرين بالنار ، وبشر المتلطخة أياديهم بدماء الأبرياء بالجنة ،فطفقوا يسرقون وينهبون ويسمنون رقابهم من أموال المسلمين ،وبعض الدعاة يقولون لهم ستدخلونها آمنين مطمئنين ، زين سوء أعمالهم. يتقاتل المسلمون وجه لوجه وبعض الدعاة يأمر العامة بقتال المسلمين ويوسمونه بالجهاد ويبشروهم بالجنة إن هم قتلوا ، قاتلهم الله ذبحوا الإسلام بسيوفهم . وفي فلسطين اليهود يعيثون الفساد، يقتلون المسلمين ويهتكون أعراضهم ويستبيحون دماؤهم وأرضهم ، والدعاة الذين يأمرون العامة بالقتال والجهاد في حرب المسلمين فيما بينهم لم يأمروا الناس بالجهاد في فلسطين ولم يخطبوا ضد اليهود بل تركوهم يجابهون اليهود بالحجارة، بل أن بعض المسلمين من تأمر مع اليهود ضد الفلسطينين.

اليوم نحتفل بذكرى الهجرة ونحن معشر المسلمين لا إسلام فينا ، ولا نعرف حقيقة الإسلام ولا نعيش حياة الإسلام أبدا ، إخواننا يقتلوا ويصلبوا ونحن نسرح ونمرح بالعيش الرغيد ولا نصلح حالا أبدا. نحتفل بذكرى الهجرة وقامت جماعات تتزيا بزي الإسلام وهم المجرمون حقا .نحتفل بذكرى الهجرة والمجرمون يرقصون على جثث الأبرياء ونحن نصفق ونهتف. نحتفل بذكرى الهجرة ولم يعد فينا إسلام ، قتلنا الرحمة ، قتلنا التآلف ، قتلنا المحبة، إبتعدنا عن دستورنا الذي جاء به رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم. نحتفل بذكرى الهجرة ، وأين نحن عن منهاج رسول، والله إنه لأمر مفضح ومخزي ، إنا لله وإنا إليه راجعون.

 

الاثنين، 12 أكتوبر 2015

كم من عصفورة أغرقت في الساقية عصفورها...!!




يحكى أن عصفورين كانا يزقزقان ويقفزان معا منذ بزوغ الفجر وحتى الغروب ، لا يفرقهما إلا حاجة وللحظات قليلة فقط، تآنسا حتى الثمالة ،كان الجميع يراهما كل صباح على سعادة تامة ينشدان أعذب الحداء.ذات صباح لم يكن في الغصن إلا أحدهما، ولا يملأ الفضاء إلا السكون، لا أجنحة ترفرف ولا زقزقات يسمع صداها الشجي ، وكأن رحيلا تاما قد حصل هنا!.
ما بالك أيها العصفور وحيدا!؟
لم ينبس ببنت شفة، إلا أن همسات الغصن تسمع من بعيد كصوت عجوز أكل عليه الدهر وشرب ،يهدأ من حدة جزعه، قائلا: بأن من رحل قد رحل، وأن الحياة في استمرار جميل ، ستنساه كمثله حينما رحل ونساك، ثق أن من يريد وصالك سيصلك ، ومن لا يريد سيتجنبك ، لا تنتحب على زهرة عشقت الريح فاقتلعها من تراب قلبك ، إدخر الحنين في قلبك ولا تستنزف دموعك، حتى لا تظمأ عيناك، وحافظ على نظارة حبك ،رب عصفورة ستحتضن الورد يوما وستثمل من رحيقه. إنتظر الربيع بصبر جميل وأنت في صيفك عليل ، فالزهور الذابلة في الصيف ستكون أكثر نظارة في الربيع ، حينما يسمع العشاق وقع عشيقهم المطر على أرض قلوبهم ، وستهب نسمات الربيع في عرصات صدرك ، أكثر برودة وآنسا . رفرف في سماء السمو وحلق حيث كنت ، فالقاع في القاع ، والعلياء هي العلياء ، وما مكان الصقر إلا في سمائه محلقا . رب عشيقين ولدت المحبة يوم ولادتهم ، فماتت قبل ترعرعهما ، ورب طائرين لم يعرفا بعضهما حتى جمعت بينهما الأحداث ، فصارا جسدا وروحا ، لا الجسد يحيا بلا روح ، ولا الروح تحيا بلا جسد . إن الدقائق التي تبكي فيها لن ترجع ، فقد رحلت بلا عودة ، وقد استنزفت من رصيد عمرك ،فماذا أنت فاعل ؟!
عطر الصباح بعذب زقزقاتك ، وشارك الورد في رقصات الحياة، الساقية تعزف لحنا شجيا ،كآلة القانون الموسيقية ،لم تتوقف مادام الماء منحدرا .لا تجعل الفراق شفرة قاطعة تجزيء قلبك لأشلاء متفرقة ، بل إجعله كتابا تقرأ فيه الحكمة والدراية لتكون عونا في باقي حياتك . فكم من عصفورة هجرت عصفورها ورحلت عن عشها ، حتى طفق العش موحشا ، فلم تنتهي الحياة ، بل هي مستمرة ، وكم من عصفورة قتلت عصفورها ، وكم من عصفورة أغرقت في الساقية عصفورها .

نص من مؤلفة قصيدة الحياة , ( قيد التأليف) لصالح الفارسي .



الأربعاء، 7 أكتوبر 2015

من سيمثلني في مجلس الشورى ؟!



 

حينما تم الإعلان بتأسييس مجلس الشورى عام 1991م ، كانت نقلة نوعية في صناعة القرار و مشاركة المواطن الحكومة في البناء يدا بيد. أعطي المواطن الحق في إنتخاب أعضاء المجلس ليمثلوه أمام الحكومة تحت قبة تجمعهم ،مشتركين في البناء والتعمير، دون حدود وقيود ، والشفافية تفيئت مكانا مرموقا في بوتقة المجلس ، ليكون هدف الجميع عمان.

في كل دورة من دورات المجلس ينتخب مجموعة من المواطنين ، ليكونوا أعضاء في مجلس الشورى ، يعملون كحلقة وصل تربط المواطن العادي بالمسؤل الحكومي ليتم مناقشة ومداولة مواضيع شتى تخص الوطن باكمله حتى يخرج الجميع بقرار يعمر ويبني لبنة فوق لبنة يشترك به وعليه كل المواطنين على حد سواء.وما نحسبه في العضو الذي يمثلنا في المجلس أن يكون كفء ،ذكيا ، عبقريا ،قارئا ،ملما بمعظم نواحي الحياة، ليساعد في صنع قرار سليما خاليا من ثغرات قد تفسد بها حياة مواطن ، ءو تهدم بها لبنة قد بنيت بسواعد أرهقها التعب والحرارة. لذا كان لزاما على افراد المجتمع أن يمثلهم صفوة الصفوة ، لا الصفوة نفسها ، لأننا نتحدث عن عضوين على الأكثر يمثلان كل ولاية في مجلس الشورى.


سيبدأ التصويت قريبا , والذي يقام نهاية أكتوبر في نهاية كل دورة ، ونحن نرى منذ فترة وققد ملئت الشوارع بلوحات الإعلانات يبرز في كل لوحة المترشح للعضوية مزكيا نفسه بعبارات رنانة ساحرة (ساخرة) ، ليقوم المواطن باختيار مرشحه رغبة أم عنوة ، رغبة حينما يكون سيد قراره ، وعنوة حينما يكون إمعة ،وليس بسيد قراره وإنما عبدا يقال له صوت لفلان ، فيصوت دون تمحيص وتفكر. وقد بدأ كثير من المترشحين بزيارة القرى والمدن والقبائل والعائلات والجمعيات والمؤسسات لطلب الأصوات ، حتى ينالون شرف كرسي العضوية الذي أؤمن أنه تكليف وليس تشريف، وكثير من المترشحين يؤمنون بهذا ، فتكثر الوعود بالعطاءات والإنشاءات ، وأظن أن هذا يفعله الناس منذ الأزل لنيل الكرسي لأجل المصلحة إما العامة أو الخاصة ولنتفاءل بأن تكون مصلحة عامة وهكذا سنحسبها.

لن ينال العضو شرف كرسي المجلس إلا بأصوات الناخبين ، فهم بمقدورهم تنصيبه أم تنحيته ليكون عضوا ممثلا لولاياتهم أم لا، وهنا هي النقطة الفاعلة والحرجة ليسمو المجتمع بممثله أو لا ، لأن بعضا من المجتمعات تنظر بعين ثاقبة وتفكر بعقل راجح فلا تنتخب إلا صفوة الصفوة ،وبعض المجتمعات ترشح أيا كان فينتخب أحيانا من هو ليس أهلا للمسؤلية لتتردى حال المجتمع ويفسد أمره كما هو حاصل في بعض الأزمنة والأمكنة.


فعلى كل ناخب أن يتحرى الأمانة في العضو الذي سيرشحه لأنه سيكون مسؤولا أمام الله إن رشح غير الكفء وهو يعلم أنه ليس بكفء، ويعتبر هذا خيانة لله وللوطن وللسلطان وللشعب ،لأننا نحن من انتخبنا غير الكفء فكان وبالا علينا. يجب عليك أخي الناخب أن ترشح الشخص المناسب العارف القاريء الإجتماعي القريب من المجتمع وأفراده ليس بمترفعا عن العامة، ذا خططا واضحة ومعقولة. ولنتبعد عن من يوعدون بالمشاريع والعطايا ،لأنهم غير صادقين ، لان العضو لا ياتي بالمشاريع ،الحكومة هي من تكفلت بتقسيم المشاريع على الولايات ،وإنما يبقى على أبناء الولاية تنظيم مشاريعهم متمثلا هذا في المؤسسات الحكومية والخاصة . فلن يستطيع أي عضو أن يأتي بمشاريع أو عطايا لأي مجتمع هكذا , وأنما بالسعي الحثيث والمطالبة الجادة , والرسم التنموي الناجح الذي يشترك فيه كل أبناء المجتمع , ولن يكون هذا الا اذا انتقينا شخصا يحمل الصفات التي تؤهله ليكون عضوا وممثلا. فعليه أن يقوم بتجميع مواهب ومهارات وقدرات المجتمع تحت مظلة واحدة , ليشترك الجميع في البناء والتعمير بكامل قدرات المجتمع , وليكون الصوت المسموع في كل مكان وزمان .

 
لنشارك في الإتنتخابات ولنتحرى الأمانة في التصويت والإنتخاب ،لأننا مسؤولون أمام الله والوطن عن أصواتنا ، ولنختار صفوة الصفوة لنبني عمان ، لنجتهد في تحري من هو الأصلح والأفضل ولنتذكر أن العضو الذي إنتقدناه سابقا نحن من رشحناه ، ورشحناه دون أن نتحرى الأمانة . فالوطن الوطن ، ولنذكر بعضنا بهذا الواجب ،وهذه الأمانة، ولنحذر من تسول له نفسه بإغراء الناس لأن في فعله مفسدة عظيمة تردي بالمجتمع ولا تصلحه، فالهمة المهمة ،والأمانة الأمانة ولنختار ممثلنا في المجلس ليكون الكفء والأصلح، ليكون عونا لنا في رفعة المجتمع وبنائه به وتقدمه ، وبارك الله مساعينا جميعا.
 
 
 
.

 

الجمعة، 17 يوليو 2015

تحية إجلال وتقدير لعمال النفط ورجال الأمن وكل من يقوم بواجبه أيام العيد.


تحية إجلال وتقدير لعمال النفط ورجال الأمن وكل من يقوم بواجبه أيام العيد.
في فرحة العيد الغالية ،التي ينتظرها المسلم بفارغ الصبر الجميل، ليشترك مع أبنائه وأحبته وأهله وأصدقائه وكل مجتمعه تقاسم الفرحة والسعادة لترتسم في محياه بسمة عظيمة تمحو كل ندبة كانت من هم وألم ،وتذهب كل تنهد جراء شفرات الحياة ومخالبها. أيام سعيدة مملؤة بجلسات السعادة بين الأقارب من أم وأب وزوجة وإبن وأخ وأخت وقريب وصديق ،ولا تتم هذه السعادة إلا بحضورهم جميعا ليذهب عناء سنة كاملة في مهب الريح لتفتح صفحة جديدة مبدأها الحب والبسمة والسلام في ليال العيد الجميلة ولحظاته الرائعة وأحداثه الممتعة.هذا هو العيد كغيم يمطر حبا وبسمة وسعادة وتستقبله النفوس بعناق جميل ليغسل النفوس من أتعابها وشقائها ،فتنبت أرض النفوس زهور السلام وورد المحبة.
حينما يشارك الكثير من أهله فرحة العيد، ففي مكان ما من هذا الوطن يقبع المناضلون أماكن عملهم تاركين أهلهم وفرحتهم في بيوتهم ترتسم على محياهم بسمة قد تكون مزيفة وعلى محيا أحبتهم بسمة غائبة بغياب ذاك المناضل في خدمة الوطن.
كل التحية والحب لعمال النفط القابعين بين أجهزة الحفر والإنتاج في حقول النفط غائبين عن أحبتهم في أيام العيد في سبيل تأمين إقتصاد الوطن وتأمين مصادر الدخل لتتم سعادة الناس بمناضلتهم العظيمة تاركين الناس يستمتعون بلحظات العيد بين اهلهم وأقاربهم وأصدقائهم ،وهم يحتضنون أجواء العمل بروح يملؤها الوفاء والإخلاص لهذا الوطن.
كل التحية لرجل الأمن الذي عاهد الوطن لخدمته في كل ظرف ووقت تاركين أحبتهم في بيوتهم في ليال العيد الجميلة.
كل الحب والإحترام لكل موظف يقوم بواجبه في خدمة الوطن والمواطن.
كل التحية لهم جميعا ، ضحوا بإبتسامتهم وفرحتهم ومتعتهم بالعيد في خدمة الوطن العظيم.ترفع لهم القبعات إجلالا وتقديرا، رجال ذو نفوس عظيمة وذو تضحيات عظام.
بوركتم وبوركت كل مساعيكم وكل لحظاتكم،ولن ينساكم الوطن والمواطن من دعوة صادقة في هذا اليوم وفي كل يوم ، ودمتم سالمين.

الثلاثاء، 14 يوليو 2015

795 مليون جائع ....



795 مليون جائع ....

قد يبدو أحيانا شيئا طبيعيا أن ترى في منطقة الخليج صناديق القمامة مملؤة بالأطعمة الفائضة التي زادت عن الحاجة، فرميت كما ترمى المخلفات ،والنادر أن تراها فارغة دون أطعمة، والسبب إكثارنا في تحضير الأطعمة الفائضة في مطابخنا لأشخاص معدودين فقط، لأنها أصبحت فرضا يقام في المطابخ ، لأننا إن رأينا طبقنا يختلف عن العادة سنستشيط غضبا، ونكيل ربة البيت الكلام الجارح والبغيض لأنها حافظت على معدل مقبول من الطعام، على الرغم أننا ندرك تماما أن هذه الجريمة هي الإسراف الذي به نأخذ حصص الجائعين .ننفق الأموال الكثيرة في شراء كميات من الطعام تفوق إحتياجاتنا اليومية، فنأكل كثيرا حتى تتمدد بطوننا، وتسمن رقابنا، فتعيقنا عن النشاط المريح في الحياة، لتكون سببا في ميلاد كثير من الأمراض التي يمكن أن نتفادها من خلال تنظيم الغذاء، ناهيك عن الكم من الأموال المهدورة .

لكن ليس من الطبيعي أن ترى جائعا في نفس المنطقة لا يجد لقمة يسد بها جوعه أو يسكت بها صياح أمعاءه ، فإن وجد ورأينا جائعا سنتألم للحظة فقط وحينما نأتي للوليمة سننسى ما رأيناه من مشهد مؤلم غير مبالين بالجياع وبالطعام الملقى في القمامات، ونرى ذاك الجائع ينبش فيها بحثا عن لقمة سائغة ،فالحاجة للحياة جعلته ينبش في صناديق القمامة. جائع واحد لم نراه في بلادنا فجعلنا لانهتم لبلاد المجاعة أبدا التي تحتضن ملايين الجياع الذين سلبت لقمة عيشهم ،إما نرميها في القمامة أو ترمى في البحار خوفا على أسعارها،وإخواننا في الإنسانية يعصرهم الجوع أكانوا أطفالا أم شيوخا.
أدهشني خبر قرأته في مجلة وطن الإليكترونية عن عدد الجائعين في العالم بسبب الحروب والكوارث وقلة الموارد، الذين لم نراهم وجها لوجه ،فقط نسمع أخبارهم التي لا تغير فينا حالا، فكان عددهم 795 مليون جائع يقبعون في أماكن مختلفة في هذا العالم الوسيع، منهم من شردت به حروب الطغاة ومنهم من عاقته الكوارث ومنهم من كبلته قلة الحيلة والموارد فصاروا جياعا.إن ما تهدره منطقة الخليج من مواد غذائية ليس بالشيء الهين قد يصل إلى أكثر من 50% من أطعمتنا وموائدنا، وأكثر من 300 مليون طن من الأغذية تهدر في العالم سنويا ،إن هذا الكم كفيل بإطعام جياع العالم بأسره لكن بسبب إسرافنا وتكبرنا رميناه في القمامة لينام جائع واحد من بين سبعة أشخاص بلا طعام، وليموت 20 ألف طفل دون سن الخامسة كل يوم بسبب الجوع، ناهيك عن الفئات العمرية الأخرى هذا ما أثبتته منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة الفاو في تقاريرها.

طبيعي جدا أن يجتاح الجوع بلاد الفقراء لأن الحياة فقدت توازنها بسبب إسراف الأغنياء في تحضير الأطعمة غير مبالين, أنهم يأخذون حصص الجياع من الطعام.إعلم يا سيدي الكريم أن ما ترميه من طعام في صندوق القمامة هي حصة جائع فقدها غصبا عنه وأخذتها أنت عنوة وكبرا متباهي بمالك وقدرتك ، قد يكون هذا الجائع طفلا رضيعا لم يجد في صدر أمه الجائعة حليبا بسبب قلة الغذاء ،أو شيخا كبيرا لا يقوى على الحراك والتنقل فيمكث في مكانه والجوع يعصره.آن لنا أن نرجع لتعاليم ديننا وأن نأكل قدر الحاجة ولا نسرف ولا نلقي بالأطعمة في القمامة وأن لا نشتري أكثر من حاجتنا حتى يأكل الفقراء الجائعون ،ونحفظ أموالنا وصحتنا من التلف، روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال :( ما ملأ ابن آدم وعاء شراً من بطنه بحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه فإن كان لا محالة فثلث لطعامه و ثلث لشرابه وثلث لنفسه ).
 
 

الجمعة، 29 مايو 2015

نحن وأبناؤنا والحياة



 



يحكى في الزمان الغابر أن صبيا فقد كلا أبويه في صغره، فشب بدونهما يصارع تيارات الحياة المنحدرة، عاش وحيدا بين جدران أربعة فاقدا لحنان الأبوة وحضن الأمومة،لم يكن يتلقن الرشد والنصح من قلب يحن إليه ،أو عقل يخاف عليه.فلم يجد قلبا يؤنبه على فعل خالف الرشد ،او عقلا يدله على منهاج قويم ،فاختلطت عليه الأمور برمتها ،أيستفتي قلبه؟ وقلبه يخالط قلوبا متباينة ومختلفة تحمل الألم والأمل ،أم يسترشد بعقله؟ وعقله صاحب عقولا كثيرة تختلف في مناهجها ومنابعها وفي توجهاتها، حتى في نظراتها للحياة .فنشأ صبيا يجمع بين كثير من الطبائع ،فالتبس عليه الكرم من البخل ،والرحمة من القساوة، والإعانة من عدمها ، فكان يرى الشمس حارقة فقط ،ولا يراها دافئة من جهة أخرى ، ويرى الليل موطن الوحوش والأشباح فقط ،ولا يراه سكنا وأمنا للنفوس المتعبة والاجساد المرهقة والقلوب المرهفة، رؤيته هذه وتلك ليست كما رأها الراشد ،أن الشمس في الصيف حارقة ،وفي البرد دافئة ، والليل موحشا في الغابات وفي الخرابات ،وسكنا بين الأحبة.إلتبست عليه الرؤية لأنه لم يجد من يعلمه أن هذا لذاك ،وذاك لهذا ،فقط رأى بمنظار الناس دون أن يتحقق من رؤيته وصوابها،فنشأ شاذا عن قاعدة إتخذها الأخرون مبدأ ومعينا.
هكذا هو حال أبنائنا في هذا الزمان ، قد نراهم جرتهم العاطفة والملذات والشهوات لتياراتها، دون أن نكترث لهم ولمستقبلهم الحيوي ، فنجد أنفسنا نهمشهم تهميشا لعينا ونحن نلهو بملذات الحياة ،تاركين الأبناء يجابهون تيارات الحياة بسيئها وحسنها وما أكثر سيئاتها ، تتقاذفهم الأمواج وتهبط بهم المنحدرات وتصدمهم الجنادل. ألقينا بفلذات الأكباد في حضن الحياة فأوكلناها عليهم لتربيهم كيفما تشاء رافعين الأكف إلى السماء بدعوة كاذبة لا تتعدى اللسان أن يوفقهم الله في حياتهم وفي سعيهم وأن تفتح لهم أبواب الخير والسعادة على مصراعيها وأن تفرش دروبهم وردا، دون أن نكلف أنفسنا بلحظة تفكير في كيفية بناء مستقبلهم الحيوي،ضاربين عرض الحائط الواجب الأبوي .
إن الطفل بحاجة إلى معلم أبوي وصديق حميم ولا نجدهما إلا في الأم والأب ،فهما المعلم والصديق في حياته منذ طفولته وحتى مماته أو مماتهما.فحاجة الإنسان منذ طفولته إلى معلم يرشده ويعلمه على منهاج حياة يتناسب وحياة الإنسانية من فكر وعاطفة وسلوك حياة ،لأن الطفل في صغره سيتعلم ما يتلقاه من أي أحد، وليس مجبولا على تبني سلوكا يتناسب وبيئة مجتمعه أو أسرته ،فتخلقه بأي خلق أو تبنيه أي سلوك إنما يكون بما رأه أو سمعه أو عايشه في مجتمعه المحيط ،فهو وعاء لكل سلوكيات وأخلاقيات البيئة التي يعيشها.
ما يحدث الآن في حياة مجتمعاتنا أننا نلقي بالطفل للمدرسة والمجتمع ليتربى في كنفهما ،منشغلين نحن بمصالحنا متناسين أن الحياة اليوم أصبح بها تيارات مختلفة وحركات متباينة منها الغث والسمين .ولأن العالم أصبح كقرية صغيرة جدا فإن في الساحة يتداول الكثير من الحركات مثلا، التي تختلف وتتباين في توجهاتها ونظراتها للحياة مما نتج عنها ظلم كبير في حق الإنسانية إذ العداء هو الفضاء الواسع في هذا التباين والإختلاف ليحدث بين إبناء الدين الواحد سفك للدماء وهتك للعرض. ولأن الإنسان يمكنه ان يعيش العالم وهو في غرفته فإن ألاف التيارات الفكرية والحركات الجماعية التي توافق النهج الإنساني وتعارضه،وما أكثر الذي يعارض،فمثلا هنالك الإباحيون والمخمورون ومتعاطو المخدرات وجماعات الإيمو وجماعات الماسونية والسفاحون والقتلة واللصوص والتكفيريون والليبراليون والعقلانيون ودعاة الإصلاح والصلاح والإسلاميون والمنافقون ودعاة الرذيلة وتجار الدين ولصوص حقوق الإنسان ولصوص حقوق المرأة ولصوص حقوق الطفل وووو الخ كل هولاء هم قريبون من إبنك وإبني ،فلنختار لإبنائنا مستقبلهم وإلا سينحدرون مع أي تيار يأخذهم في عمقه ولا رجعة مع التيار إلا من رحم الله.
فلنستوقف أنفسنا لحظة واحدة ولنفكر في مستقبل أبنائنا ،لنساعدهم كيف يختارون مصيرهم الذي يجب أن يكون أكثر إنسانية بعيدا كل البعد عن المخطئين المذنبين المجرمين ليكونوا رجالات تبني وتعاون على البناء . لنهتم في أبنائنا ولنعلمهم ولنجعل لهم نصيبا وافرا من أوقاتنا حتى ترتسم لهم البسمة في غدهم الذي يجب أن يكون مشرقا.
وما نيل المعالي بالتمني.... ولكن تؤخذ الدنيا غلابا.




 

الثلاثاء، 7 أبريل 2015

من رحم الهدية تولد الإبتسامة

قرأت في ملف أحد الأصدقاء عبارة ، من رحم الهدية تولد الإبتسامة ، فرفرف خيالي في فضاءات واسعة لا تحدها حدود في عظم الهدية وتأثيراتها الإيجابية التي توطد علاقة الإنسان بالإنسان وتوثق الترابط بين القلب والقلب كونها أداة بناء إجتماعي في المجتمعات الراقية. فمن رحم فضاء الخيال ولدت إبتسامات كثيرة لخيالات إرتسمت هنالك لحقائق لا مراء فيها جراء تبادل الهدايا بين الناس لأجل توثيق العلاقات الإنسانية وإصلاح فسادها الذي بات يفتك بقلوب البشر كالسرطان البغيض ،فيهدم أواصر الترابط بين الناس وخصوصا الأقرباء.
فالهدية غيمة تمطر خيرا كثير على كل أرض تحل بسمائها ، وتنبت كل نبات حسن، وأما النباتات الكريهة فلا محالة ستقتلع من جذورها حتى لا ينبت ألا طيبا ، لهذا عمدت الشعوب والحضارات الراقية لتبني الهدية وجعلها بندا مهما ضمن دستور الحياة لقول رسولنا الكريم صل الله عليه وسلم: تهادوا تحابوا، وفي رواية أخرى: "تهادوا فان الهدية تذهب وحر الصدر، قال أحد علماء النفس : " اذا كان الاصدقاء يتبادلون الهدايا, فإن الهدايا هي التي تصنع الاصدقاء " .
وقال القائل :
هدايا الناس لبعضهم بعض . . . . . تولد في قلوبهم الوصال
وتزرع في الضمير هوى ووداً . . . وتلبسهم اذا حضروا جمالا.
ففي فضاءات الهدية التي سموت لها رأيت أخا يفاجأ أخاه بهدية مغلفة بورق الهدايا ، فيتفاجأ الأخر بفرحة عارمة تحتضن كينونته فيتغير الوضع إلى إيجابي بالدرجة الأولى ، فقتلت الهدية كل فيروس يحاول أن يقتحم علاقة الحب والأخوة بينهما ، فتنقلب مملكتهما قصورا من المحبة والعلاقة الوطيدة.
ورأيت حبيبا يخبيء وراء ظهره هدية ليفاجأ بها محبوبه الذي أذاه الزعل وألم الفراق حتى عششت عقارب الحزن الممتلأة سموما في صدره الذي أصبح أرضا خصبة لكل نباتات الألم والحزن والهم المشوكة، فلا الليل ليل ولا النهار نهار ولا الحياة كحياة السعداء ، بل جحيم يتلو جحيما ، ولسعات تتلو لسعات وألام تكبر فوق ألام. فحينما جاءت الهدية تجر معها جيوش الفرحة والسعادة لتقاتل مستعمرات العدو الغاصبة في صدر المحبوب لتتمخض الحرب عن إنتصار لجيوش السعادة والبسمة، إنقلبت الحال لتصبح حياة الحبيبين سعادة جميلة غير مصطنعة، كسعادة الفقراء الحقيقية.
نحن بحاجة إلى أن نضع للهدية مكانا في حياتنا لنتبادلها مع والدينا وإخواننا وأحبتنا وأصدقائنا ، لنجدد بها الحب الجميل ولنوطد بها علاقاتنا الخالية من المصالح الدنيوية. فكم هو جميل أن يفاجأ أحدنا أمه بهدية يعبر بها عن حبه لها وأباه هو الأخر، فكم من سنوات لم نخطط فيها يوما أن نجهز هدية لهما لنصنع في نفسيهما السعادة والرضى. وياحبذا لو نجعل في مقدمة القائمة التي سنهديها، الأخوة بعد الأبوين والزوجة أو الزوج، وبالأخص الأخوات لأنهن بحاجة ماسة لمثل هذا التواصل والعطاء.
قد يطول تفكيرنا في نوع الهدية وقيمتها التي نريد أن نهديها ، أرى أن الهدية لا تعتمد على النوع والكم والقيمة ، وإنما يكفي كونها هدية ومغلفة بورق يوحي أنها هدية ، فمن يستقبل الهدية لن ينظر في ماهيتها ولكن سينظر في أنها هدية لأن تأثيرها ليس ماديا بل معنويا بالدرجة الأولى.ويفضل أن  لا يكون هنالك إعلان مسبق للهدية بل تكون مفاجأه حتى تصنع سعادة فجائية وعظيمة ، وأن تكون عينية وليست نقدية لأن النقود ستنفد ولن يبقى تأثيرها إلا فترة وجيزة وأيضا أن معظم الناس يمتلكون النقود فهي ليست إلا وسيلة لا أكثر.
فكانت الهدية ومازلت الجسر الذي به تتواصل القلوب والأداة التي تكسر حواجز النفوس والسبيل الأمن لنيل رضى الناس. فلنعود أنفسنا وأبناءنا على أن نجعلها شيئا مهما في حياتنا ولنخبر إخوتنا بها وأصدقاءنا ليكثر تبادل الهدايا في كل مكان وزمان ،وخصوصا اليوم حينما ضاقت نفوس الناس وأمتلأت حقدا وكرها لاسيما الإخوة على بعضهم ، لتجد في البيت الواحد حقدا يفصل بين الأثنين وكراهية.فالبدار البدار والهدية الهدية ، ولنتذكر أن رحم الهدية لا يحمل إلا إبتسامة ورضى وسعادة.

الأحد، 29 مارس 2015

متى سنكون مسؤلين عن أرآئنا وأقوالنا وأفعالنا ؟!.


وأنا أقرأ تغريدات التويترين، منشوراتهم ،ردودهم ،تعليقاتهم ،كتاباتهم والخ،،معظمها تنم عن شخصيات تفقد العقل والقلب معا وقت كتابة التغريدة. تغريدات تحمل بين طياتها الحماقة والجهالة وشرارات الفتنة اللعينة. جمل ونصوص غبية تشق طرقا للفرقة وتشعل فتيلا للعداوة دون أن يعي كاتبها ما هي عاقبة تلك المنشورات أو بالأحرى لا يقدر ما ستؤل إليه الحال وما هو حجم المصيبة التي ستنتج جراء كتابات غير مسؤلة ،ولا تعرف إلا السخرية والفتنة والسباب اللعين.منشورات إبتعد كاتبها عن عقله وقلبه إبان كتابتها ، إذ إنه كان تحت رحمة البغضاء أو العداوة أو الخصومة التي لم يعرفوا شرفها البتة. الشعب العربي بحاجة إلى تدريب في كيفية إستحضار العقل والقلب معا في حواراته وكتاباته حتى في خلواته،لأن الوضع الراهن للإنسان العربي يشير إلى إزمة إنسانية لا مخرج منها إلا التشتت والتفرق والرحيل إلى حيث لا عربي . حينما ننظر مليا في الأحوال العربية سنجد أن الحاكم عربي والقاضي عربي والسجن عربي والسجان عربي والمسجون عربي والنار عربية والفتنة عربية والظلم عربي والجور عربي والفقر عربي والغنى عربي..أما ما ليس عربي فقط هم الذين يشاهدون المسرحية الحقيقية ويتقهقون فرحا لأنهم يرون عدوهم يحرق نفسه بنفسه دون أن ينفقوا فلسا واحدا في هذه المحرقة البلهاء .
في القرون الوسطى حينما كانت أوروبا في ظلام دامس وكان العرب شامخين بالعلم والعزة والسمو ،كان العلم يرفرف عاليا في سماء العروبة حتى أنك تجد أحيانا في البيت الواحد أكثر من عالمين كحال الحسن بن موسى وإخويه محمد وأحمد الذين ترجموا علوم الأغريق وصححوها وزادوا عليها مع إكتشافاتهم وإختراعاتهم التي لم يسبقهم أحد عليها. هنالك كان للعرب عقل يفكرون به وجوارح يشغلونها فيما خلقت له،لم يغلقوا عقولهم ولا قلوبهم بل جعلوها تسبح وتسبر الأعماق فكرا وتفكرا وإستنباطا وتعلما في وقت كان الورق مقتصرا على البعض والحبر هو الأخر ، وفي وقت كانت اللقمة صعبة وشبه مستحيلة ونضب الموارد. أما اليوم وفي توفير كل شيء في الحياة نجد العربي قد أغلق عقله وجوارحه وظل يجول ويصول في هذه الحياة بلا عقل كقارب شراعي تسيره الرياح إما شمالا أو جنوبا، لم نعد نستخدم عقولنا في كل شيء وخاصة في العلاقات الإنسانية .أصبحنا اليوم إمعات بكل ما نملك إن قيل لنا الدم ماء شربناه،والماء دما أرقناه ،فأصبحت نفوس الناس رخيصة  جدا ، فلا يجرحنا حرقها أو قتلها بحجة أن صاحبها ليس من طائفتي أو وطني أو تياري أو توجهي. وما يثير للشفقة أيضا أن المتعلمين الذين نثق في مكانتهم العلمية هم الأخرين أحيانا تكثر شطحاتهم الفكرية والعقلية في كثير من الأمور متناسين أن للإنسانية حرمة.
متى سنعود للعقل ونحكم كل أمورنا بالعقل العادل مبتعدين كل البعد عن التعصب اللعين الممقوت، ونكون حكام نفوسنا وأراءنا ومعتقداتنا وتوجهاتنا ؟!
يجب أن نفتح بوابات عقولنا وأن نتركها تتنفس بحرية عادلة كما ينبغي ، وأن ننقذها من الأسر اللعين الذي به إنتهكت حرمة الإنسانية ، والعدل والأمن والسلام والحب.
متى سنكون مسؤلين عن أرآئنا وأقوالنا وأفعالنا ؟
 
 
 

الجمعة، 27 مارس 2015

متى سيصبح اليمن السعيد سعيدا


عندما سمعنا خبر الحرب على اليمن السعيد إنزعجنا فكان الإزعاج أكثر قسوة على الإطلاق،فالحرب ليست أداة إصلاح بل هي خراب في خراب.البعض يطلق عليها الحرب على الحوثيين ،لكن الحقيقة ليست على الحوثيين بل على فضاء اليمن وعلى أرض اليمن . إتفاق عشر دول لقصف قبيلة يمنية يعد هذا قرارا غير معقول البتة لأنه لا يحمل بين طياته إلا نيران محرقة ستحرق كل ما تطوله حتى الأطفال وهذا هو الحاصل حاليا في اليمن.كنا نتمنى أن تجتمع هذه الدول على طاولة الحوار لخلق حل يقضي على كل التفكك والخصام ويولد التآلف والأخوة والمحبة ، لكن سبق السيف العفو ، فاشتعلت النيران وثارت البراكين وأحرقت البيوت بالقصف وقتل الناس وشرد أخرون فافترشوا الأرض والتحفوا بالسماء يحتضنهم الخوف والجوع والألم، وقتلت البهائم ولوثت المياة . إنها الحرب تتلطخ أيادي بدماء الأبرياء وتتحمل رقاب ذنوب أخرين وستخلف أرض محرقة بنيران الصواريخ والقنابل ووابل الرصاص،فالحكيم من إبتعد عنها بسلاحه وأقترب منها بعقله الرزين وقلبه الرحيم وهو الشجاع أيضا.كنا نحلم بيمن سعيد فأصبحنا نرى السعادة رفرفت بعيدا عن سماء اليمن ،فمتى سيصبح اليمن السعيد سعيدا؟!.

الخميس، 26 مارس 2015

في قصيدة الحب...


نص مقتطف من مؤلفة قصيدة الحب ..لصالح الفارسي
 
...
يا صديقي القديم لا تكترث بحب النساء ، ليس منه أي فائدة تذكر، فإنهن يمتلك خصلة ساحرة بها ينهشن قلوب الرجال الضعيفة.
الواقعون في هوة الحب كانوا عميانا سابقا ،وحينما أرتطمت رؤسهم بجدار الفوهة ،عاد البصر إليهم ،لكن ليس البصر المتعارف عليه بل بصر يجعل البادية القاحلة حدائقا غناء والصحراء أنهارا وأشواك الورد ورودا مزهرة،فهم يسيرون في دروب غير مأهولة أبدا ،والظلام الحالك يلتحفون به من عراء الحقيقة البائسة،سيبدون أكثر سخرية لو أنهم إرتحلوا في النهار حينما تصحو الشمس لتضيء الكون فتفضح البائسين العراة.

الثلاثاء، 24 مارس 2015

عودة الأب السلطان...





في فضاءات الوطن الغالي تفجرت البشرى العظيمة بميلاد الفرحة الأخرى بعودة رجل عمان الأول وقائدها الأب الذي تجمعت فيه كل خصال الخير.قبل ثمان شهووووور غادر البلاد بصمت لكيلا يشعر شعبه الغالي برحيله للعلاج ليعود كما غادر بصمت حكيم. رحل ليترك فراغا عظيما يتخلل حياة الإنسان العماني طفلا كان أم شيخا، رجلا أم إمرأة، رحل لنشعر جميعا بألم الرحيل القاسي الذي نهش قلوبنا بعده ورحيله ، ليعود لنا كما عاد قبل خمس وأربعين عاما محملا بالبشرى العظيمة والفرحة العميمة.عمان اليوم من مسندم حتى ظفار تلهث حمدا بعودة الأب الغالي وتسجد الجباه شكرا بنعمة الله علينا . كل االبوادي والأرياف والمدن من الشمال للجنوب تتراقص فرحا وسعادة ،تنشد أعذب الألحان وأحلى القصائد وتزينت بأبهى الحلل، كل الأقمار وكل الشموس أعلنت ميلاد ضيائها لتعيش عمان هذه الفترة عيدا غير منتهي وأياما سعيدة لا يعكر صفوها أي شيء.
حللت أهلا ياسيدي ونزلت سهلا في أرضك ووطنك بين أبنائك الكرام الأوفياء،قدومك زف إلينا عوارض هطلة مملؤة بالفرحة والسعادة والخير العميم. سيدي خرجنا جمعا وفرادى أطفالا وشيوخ ،رجالا ونساءا  فرحين سعداء تغمرنا الفرحة بعودتك ولنعلن للعالم أجمع أن روابطنا أقوى من كل الروابط يجمعنا الحب والوفاء في أرص الحب والسلام أرض الخير عمان.

سيدي حفظنا العهد والوعد ومازلنا كما كنا شعبك الوفي الذي تعجب العالم منا وبإرتباطنا وإيماننا ،الله الوطن السلطان ، والحمد لله رب العالمين.
 
 
 

 

الاثنين، 2 مارس 2015

خلق الكتابة




 

إن ما ينشر من كتابات ونصوص وظف فيها كلمات ساقطة هابطة بحجة الكتابة عن قضايا إجتماعية تؤرق المجتمع ، يعد شيئا مرفوضا وغير مقبول،وهذا تعدي صريح على الأدب والكتابة ،لان الأدب دائما يرقى بالسلوك ولغة الخطاب. الذين يستعيرون الكلام السوقي في نصوصهم هم غير قادرين على إستنباط الكلمة الراقية من القاموس ويفتقرون كل الفقر إلى الثروة الأدبية واللغوية ,.يعد البعض هذه حرية أدبية في إختيار الكلمة والنص ، فكيف تكون كذلك ما دامت تشرخ القيم والسلوك الإنساني. في قرآءتي للأدب وجدت الذين يستعيرون هذه الأساليب إنما هم بحاجة إلى أن يشار إليهم بالبنان ،ولأنهم لا يمتلكون الكلمة الساحرة والأسلوب الجذاب فيعمدون إلى مثل هذا إسلوب.فلا بد أن يكون للكتابة أخلاق فاضلة تحافظ على مكانة الأدب  حتى يتسنى للأخر استنباط الرسالة بسلاسة ورحابة صدر ورضى.وأما القضية أي كانت نوعها فالأصل أن تعرض باسلوب لا يستفز القاريء , وأنما جذبه برضى تام حتى يتعلق بالنص تعلقا يتناسب وحجم النص والقضية. فنتمنى أن نكون أكثر وعيا واستقامة حينما نكتب أخذين بعين الاعتبار أن القاريء حينما يقرأ يفضل أن تكون الكلمة والأسلوب أكثر ثراء وسحرا واحتراما لا استفزازا واحتقارا.
 

 




الأحد، 1 مارس 2015

رسالة اجتماعية



 

أما بعد

أيها السادة الكرام:

كلنا نؤمن أن بناء كل مجتمع مرهون على سواعد أبناءه ، وحجم هذا البناء هو بحجم النشاط الذي يقوم به الأفراد في كل المجالات كل حسب إختصاصه وإمكانيته، فجعل الله إختلاف القدرات والعلوم والأفكار والإمكانيات في بني البشر حتى يشترك الجميع في البناء والتعمير. فحاجة المجتمع لمجهودات أفراده لا تتوقف ما دامت عجلة الحياة تجري ، فكل مشمر عن سواعده في البناء يعتبر طاقة لا تنضب ، وهو ثروة تضمن للمجتمع الحياة القويمة والسهلة والديمومة ما دامت الحياة. فتقدير طاقة المجتمع وثروته ليست بالموارد الإقتصادية فقط وإنما بالعقول التي تروض والتي تشغل في خدمة المجتمع ، وهذا ما لا يؤمن به الكثير ولا يعمل به وخصوصا مجتمعاتنا التي تعتمد على الأخر في تسخير جميع السبل، إذ أننا نستعير عقول الأخرين وطاقاتهم في بناء مجتمعاتنا لنكون أفرادا مستهلكين فقط ، أو بالأحرى يغلب فينا طابع الإستهلاك على الإنتاح بعشرات الأضعاف ، وهذا يعني أن في مجتمعنا طاقات جما وعقول لم تستهلك ولم تروض ولم تستغل بل جعلت تهدر في لاشي أو يمكننا أن نقول بعضها أستهلكت في تدمير المجتمع ( الإنسان والمكان والموارد الأخرى).
كون أن الانسان مدني بالطبع وأن الأيادي يجب أن تتكاتف والقلوب أن تترابط والعقول أن تتشارك والعيون أن تشير إلى بناء المجتمع وإنهاض كيانه و قوامه كان لزاما على كل فرد في المجتمع أن يشارك في البناء ذكر كان أم أنثى ، شيخ أم طفل ، أبيض أم أسود، كلنا سواء أمام المسؤلية لا يختلف الغني عن الفقير ولا الرئيس عن المرؤس ولا الرجل عن المرأة ولا العجوز عن الطفل، كل يجب أن يقوم بواجبه ،وهذا الواجب يستشعره الضمير الحي الأمين. فمن لا يستشعر الواجب الإجتماعي فهو بحاجة إلى أن يراجع حساباته ونظراته وتوجهاته وإعتقاداته وأن يوقظ ضميره الذي يغلب عليه السبات.

من هذا المنطلق نوجه نداءنا للكل من أبناء البلد وبلا تحديد أن يمدوا أيديهم ليشاركوا في البناء ،والبناء هنا ليس شيئا محددا لكن يمكن أن نذكر أمثلة عليه كالجانب الإجتماعي والثقافي والرياضي وووووو وكل جانب تندرج تحته جوانب أخرى فليس هنالك تخصيص أو تفضيل بل كل شيء يرتبط بالمجتمع من كائنات حية وغير حية فهو نشاط يجب أن نقوم به كل حسب تخصصه وميوله ، وفق نظام تنموي مقبول. ونوجه النداء للناضجين أولا الذين عاشوا في الحياة كثيرا وجربوا في الحياة تجارب عديدة وأستلهموا من الأحداث معرفة وخبرة تؤهلهم للبناء بأمان وسلامة ، وثم الذين يلونهم والذين يلونهم ، فالمجتمع مليء بالطاقات النشطة والعقول الناضجة والسواعد القوية والموارد التي يمكن بها البناء والتعمير.
ومن هنا أيضا نخصص نداء بطابع المسؤلية للمؤسسات في المجتمع والتجمعات الشبابيه والفرق ، وغيرها ونذكر على سبيل المثال فريق الخضراء الرياضي ، وفريق السد الرياضي وغيرهما من الفرق الرياضية ، وفريق شباب الخضراء للعمل الخيري وأصحاب المبادرات الفردية أو الجماعية دون تخصيص. نوجه للجميع نداء المبادرة النشطة ونذكرهم بأن المجتمع بحاجة لمجهوداتكم المنظمة ،،،نعم إلتمسنا محهوداتكم وما زلنا نلتمس لكننا نريد مجهودا أكبر من ذلك لتلامس أنشطتكم ومبادراتكم كل شرائح المجتمع بمختلف فئاته العمرية. ما وجدناه في المجتمع طاقات ضخمة ومواهب نشطة في مختلف المجالات والتوجهات ولكن كلها في حالة ركود وخمود ، فهي تنتظر ما يستنهضها أو يدفعها وبقوة للظهور وللمشاركة ، لأننا نعيش مشكلة عويصة وهي أن الطاقات لا تنشط من ذاتها وهي بحاحة لمن ينشطها كمثل مؤسسة تقوم على البحث عن الموهبة مثلا وتدريبها على العمل وصقلها ودفعها للأمام، وهذا هو ما جعلنا في المستوى الذي نحن فيه لا نقدم لمحتمعنا شيئا على رغم من وجود الخامات والطاقات والتي أرهقها الكسل. فالواجب كل الواجب على المؤسسات التي ذكرناها آنفا أن تقوم بوضع خطة محكمة تمارس خلالها العمل التنموي وتقوم بداية بإكتشاف المواهب والطاقات وصقلها وتفعيلها لتتقوم هي الأخرى بدورها في التنمية والبناء.فالعمل الذي يفتقر للخطط والمبادرات لا شك هو عمل يقترب من حافة الهوة ، وسقوطه أكثر الإحتمالات.

فحينما تتشارك المؤسسات مع الأفراد ويكونون لحمة واحدة أو فريقا واحد يجعل تحقيق الأهداف نصبه عينيه مع توظيف الهمة العالية والرغبة في النجاح سيكون بناء المجتمع أكثر سهولة ،وخلق جيلا قويا يتكافل أفراده ويتشاركون في دفع عجلة التنمية الإنسانية نحو مستقبل أكثر أمن وسلامة وإشراق. فعلى كل فرد أن يحدد مكانه ودوره في بناء المجتمع، الكاتب يوظف موهبته الكتابية ، والمعلم خبرته، والمهندس هندسته والمدير إدارته وووو حتى تتضح أمامنا الرؤية وتخلو دروبنا من الوعورة.وليعلم الجميع أن من يتكاسل في هذه المهمة سيجد نفسه خارج السرب الناجح وستتجرد نفسه من الإنسانية يوما لأنه مستهلك فقط غير منتج وهذا مضر بالمجتمع. فمن يرغب في خدمة المجتمع ليبادر وليشمر عن ساعد الجد ولينظم فريقه ومجموعته وفق نظام مقبول وحسن ولا ينتظر من أحد أن يطلب منه المبادرة والعمل.

 

نسخة الى :

فريق الخضراء الرياضي
فريق السد الرياضي
فريق شباب الخضراء للعمل الخيري
أصحاب المبادرات الجماعية والفردية في البلد
المؤسسات المختلفة
أفراد المجتمع بأسره بمختلف شرائحهم

 

الثلاثاء، 24 فبراير 2015

العدل والتعليم




 

ظلت الشعوب العربية تمارس على نفسها الإستعباد القسري الذي تتميز به والذي لا تود أن تخلعه كرداء غث بالي لا يصلح للحياة ، لا يقي برد الشتاء ولا حر الصيف، وظلت الشعوب المستعبدة على حالها سعيدة جدا بل وتتقن التصفيق اللعين لأسيادها الذين يسوطون ظهورها بأقسى أنواع السياط.في الوقت الذي تصفق فيه هذه الشعوب الجاهلة المتمسكة بجاهلية العرب يكثر في كثير من ألسنهم التذمر اللعين من وجع السياط،تذمر خفي لا يكاد القلب يسمع ما يهمس اللسان ، ولا الأذن ما يهمس القلب ، خوفا من أن تسمع أذان الأسياد همسات عبيدهم فيعلو هزيم السوط وهو في رحلته إلى جلد العبد ، أو حتى لا يقال أن عبيد فلان متذمرون ومستاؤن وتعمهم القلقلة النفسية وإهتزاز الوضع الإجتماعي في حمى السيد الواحد.

حينما إزدهر الربيع العربي بزهوره التي لم تكن تزهر منذ أكثر من ثلاثين عاما ، فرحت الشعوب كثيرا حالمة بمستقبل مشرق ،الأخرون ظنوا إشراق مستقبلهم سيكون بفك القيد عنهم ورفع السوط عن جلودهم، لكن الشعوب العربية لم يكن يهمها هذا الأمر في ظنها أنه لن يطعمها كسرة خبز فحلمت برفع الرواتب وإكثار الهبات والأعطيات والإكراميات من المال الذي يكدحون هم فيه وليس الأسياد. فعقب الربيع صيف حار إلتهمت حرارته كل زهرة حاولت أن تعطر فضاء بستانها ،فعاد كل شيء إلى ما كان عليه سابقا مع مزيدا من إحتياط الأسياد خوفا من قلقلة عبيدهم الذين لا تشبعهم اللقمة كما يزعم السيد، فلم يعد للحرية وطن في الفضاء بل ظلت بين قضبانها تحدها الحدود ، وقتل حلم الفقير في إسترجاع أرضه المسلوبة ، وعاد للسجن من عاد وكثر المنافقون ،وعم التحايل وأستنزفت البحار بكثرة.
العبيد يحلمون بحياة هانئة طيبة وهم مصرون على التصفيق والنفاق ،فهجروا العلم ولم يكترثوا بتحقيق العدل أبدا مع أن العدل هو الذي يؤمن لهم مرقدهم ولقمة عيشهم وحريتهم في العيش ومزاولة كل مايحلمون به شريطة أن لا يؤذي الواحد الأخر،والعلم هو يؤمن لهن نور الدرب التي يسلكونها ويفتح لهم أفاقا كانت مغلقة وينور دروبا كانت مظلمة وبهما يتساوى الغني مع الفقير ،والعبد مع السيد كما تساوى الراعي مع الرعية حينما سئل من أين لك هذا ياعمر؟.
حينما تطلب الشعوب العدل والعلم تفتح لهم أبواب الحياة كلها وتنير لهم فضاءات الكون ،فالنهار مشرق بالشمس والليل مشرق بالقمر وكلاهما مسخران للإضاءة ،حتى يرى الإنسان بلا حدود فيقيم حضارات تأسست بالعدل والعلم ،لا الجهل والظلم الذان يهدمان علو الحضارات السامية. لكن الحال جدا محزن فنحن شعوب لا تطلب العلم والعدل كما ينبغي أن يطلب ابدا ،ننادي بالعلم في نوادينا وتجمعاتنا ونعزف عنه حينما نقف مع الأنا وجها لوجه،وننادي بالعدالة في كل تجمعاتنا وصروحنا ونغدر به حينما نختلي به،نعيش حياة الإجرام وعندما نقف بين القضبان نتهم الحكومات بالتقصير في نشر التعليم والعدل بين أوساط الناس. ياترى كيف ستنشر الحكومات العلم وسط قوم لا يحبون العلم ويكرهونه مكتفين بإشباع غرائزهم وشهواتهم. من يطلب العلم لن يتذمر على منهج موضوع غير مفيد ،العلم متاح للكل للغني وللفقير للقوي والضعيف للرجل وللمرأة للكبير والصغير،فالمشكلة إذا ليست في المدارس والجامعات،المشكلة أننا لا نحب العلم منذ المهد وإلى اللحد لان طلب العلم يعني أن نضرب بالشهوات والملذات عرض الحائط ونحن قوم تسحرنا الملذات والشهوات بجمالها. وحينما ننادي بالعدل في أوساط الناس ونتهم القضاء والأمن وغيرهما، سؤال بسيط قد يغير مجرا تفكيرنا هل نحن عادلون في حياتنا؟
هل نحن عادلون مع أنفسنا،مع غيرنا مع مجتمعنا؟ هل نطبق العدل وبحذافيره؟ حينما نقف أمام المرآة وننظر في عيوننا حتما سننكس الرؤؤس موقنين أننا قتلنا العدل  ، قتلناه نعم قتلناه في أشياء كثيرة ضاربين بكل شيء عرض الحائط ،وحينما تجمعنا في النوادي قلنا أن القضاء ظالم أن الأمن ظالم أن العدل قد قتل! من قتله يا ترى؟ سنشير وبإيمان تام إلى الحكومات...لا ليست الحكومات من قتل العدل وليست الحكومات من بقرت التعليم،،،لا ليسوا هم...
لنفكر قليلا ثم لنفكر مرة أخرى، نحن من تسبب في كل هذا وذاك وثم مالبثنا إلا وتجمهرنا لنطالب بشيء قتلناه بأيدينا.
قانون التغير يقول إبدأ بتغير نفسك،إبدأ بتعليم نفسك ،إبدأ بتطبيق العدل في كل جوانب حياتك ثم أصدع به شيئا فشيئا حتى يعم، بعدها سنجد الفاروق يمشي بيننا عزيزا كريما.
لن تصلح أحوالنا كشعوب عربية مالم نفكر بتغير حالنا أولا،ويجب علينا أن نسعى لتطبيق العدل ونشر التعليم كما ينبغي ،تاركين التذمر والتواكل خلف ظهورنا مشمرين عن سواعد الجد والإجتهاد ولنغلق آذاننا عن الثرثارين فإنهم يهدومون ولا يصلحون ،لأنهم لا يعرفون العيش بدون التعدي على الأخرين وها نحن نعيش زمن الثرثرة البغيض .حينما أحتلت فرنسا الجزائر ،فكر أحد الحكماء أن مقابلة جيش يمتلك القوة ستكون النتيجة خسارتهم لأرواحهم ولطاقات الوطن كلها،فأمر الجميع بنشر التعليم لأن العلم يفتح العقول وينميها ويجعلها تعمل كما يجب وفعلا إنتشر التعليم بينهم حتى أستطاعوا أن يحرروا بلادهم،نعم أخذوا وقتا طويلا لكنهم في النهاية تحرروا من إستعمارين، الإستعمار الفرنسي وإستعمار الجهل في آن واحد.

 

 

 

السبت، 7 فبراير 2015

الراعي والخراف والكلب




لا شك إن رأيت يوما راعيا للخراف ستتمعن كثيرا فيه من جانب انساني, وفي خرافه الكثيرة التي يرعاها ويقضي معها جل يومه باحثا لها عن مرعى غني بالكلأ.يمشي ساعات طوال دون أن يكل أو يتعب ، وما أدرانا عن كلله وتعبه فهو لا يفصح عما يجول في سريرته أو ما يشعر به من تعب،لأن من يقومون بالرعي هم الأقوياء الصابرون. ستسأل نفسك الكثير من الأسئلة معقبة بتعجبات لا محدوة،ثم ما تلبث وأن ترحل عنه وفي نفسك شيء من الرحمة على ذاك الراعي الذي يجوب البوادي البعيدة بخرافه حتى تشبع هي وهو يقاسي كل أنواع التعب والجوع والعطش , ماخذا في ذلك أن ما ينجزه الراعي من عمل يفوق حجم المردود المالي , ان كان الراعي مستأجرا.

تذكرت أن خرافا كثيرة كانت لرجل عجوز هرم لا يقوى على تحمل مسؤلية الرعي ، فتركها تسرح في بادية ليست ببعيدة عن محله، كان العجوز قد قضى عمره في رعي الخراف وكان محافظا عليها إلى أن وصل به الحال إلى الضعف.كانت الخراف تسرح في الصباح الباكر إلى البادية القريبة تقتات من نباتات الأرض ثم ما تلبث إلا وتعود عند الغروب ،تعود جائعة كما ذهبت صباحا ،وسبب ذلك أن الأرض قاحلة ولا نبات فيها والسماء لم تمطر ذاك العام مما زاد الأمر سوء،واصل القحط مكوثه في إزدياد في هذه الأرض حتى يئست الخراف من الوضع الذي لا يطاق،فكان في كل يوم ينقص عدد الخراف العائدة إلى الزريبة، الأمر الذي جعل الرجل العحوز يوكل رعي الخراف لرجل في ريعان شبابه يهتم بمسؤلية الخراف ويكون عليها وكأنه صاحبها.
تسلم الشاب العهدة وقام بمهمته على أكمل وجه فكان كل يوم يأخذ الخراف لمرعى مملوء بأنواع النباتات الكثيرة ،فكانت كل يوم تشبع ،وأعتادت على هذا المنوال، كان الشاب كريما لطيفا رحيما بالخراف ، فكان يعاملها معاملة إنسانية يأخذها تحت الظلال في الهاحرة ،ويخفيها إن أمطرت السماء ،ويهتم بالمواليد الجدد،كان يقوم بعمل جدا رائع مع خرافه.فكانت بعض الخراف تخرج عن القطيع ثم تعود سريعا ، لم يكن يعاقبها بالضرب أو الحرمان وخاصة تلك الخراف الشرسة التي تناطح القطيع ،كان دائما ما يفصل بينها فحسب.
كبر الراعي الشاب وأكل الدهر منه وشرب فضعفت قوته وتعب ولم يعد يقوى على فعل ما كان يفعله ، فلم يعد يستطيع أن يأخذها إلى الأماكن التي كان يأخذها فاقتصرت رحلته إلى الأماكن القريبة فقط ، فساء هذا الأمر الخراف لأنها تعودت على المراعي الغناء وعلى إمتلاء البطون بما لذ وطاب.
حينما كان الراعي في رحلة الرعي خرجت بعض الخراف عن القطيع فذهبت لإقتحام بعض المزارع لإلتهام النباتات الوارفه واليانعة ،فعاثت بالزرع الفساد.فتعودت الخراف على هذا الفعل السيء الذي لا يرضي الراعي ولا صاحب المزرعة مما أدى بالراعي إلى الإتيان بكلب ليساعده في الرعي.دخل الكلب في مهمة الرعي فكان يعاون الراعي في إرجاع القطيع إلى مكانه ويقوم بتوجيهه أينما يريد،لكن الخراف كانت عاتية ولا تريد أن يرجعها الكلب عن مسارها فهي ترى حريتها في أن تأكل ما تريد وتذهب أينما تريد.
في خضم هذه المسؤلية المتعبة للراعي وهو شيخ كبير،أوكل المهمة برمتها للكلب في حفظ القطيع من الشتات والتبعثر والإنقسام ، فأعطاه الجمل بما حمل وأوكل إليه كل شيء ،فلا يهتم الراعي إلا حينما تختفي نعجة أو أن كبشا شرسا إقتحم مزرعة أو نطح حملا. استغل الكلب فرصته وتذكر ماضيه اللعين حينما كان أبوه كلبا مشردا يأكل الجيف الميتة،وينام في العراء يلتحف السماء ويفترش الأرض يأكل معدته الجوع ويقرس جلده البرد والحر ،كل هذه الذكريات جعلت الكلب يبيت في سريرته نية أن يأكل حتى يشبع وينام بإرتياح تام، فيلتحف صوف الخراف ويفترشه حتى ينعم بالراحة العظيمة،ضاربا الأمانة ورد الجميل عرض الحائط .صار الكلب كلبا متوحشا, كلما خرجت  من القطيع نعجة كشر لها بأنيابه الحادة فسرعان ما تعود، وكلما أحس بالجوع ذهب إلى وسط القطيع لينتقي حملا لذيذا ليلتهمه دون رحمة، ومن يعارضه من الكباش والنعاج كان ينهشها بأنيابه فيتركها طريحة جريحة متأذية، فلم يكن يجرؤ أحد على التفوه بكلمة أمامه أو خلفه معتقدين أن الحجارة لها أذان.استمر الحال هكذا فساء حال القطيع وقل عددها والراعي لا يأبه لقطيعه ولا يهتم والكلب ينعم بما يشاء.... .
وللقصة بقية....

 

الاثنين، 2 فبراير 2015

الحياة والفراغ



 

 
 
ليست الحياة مجبولة على قضاء أوقات منها في فجوة حيوية تشل النشاط الحيوي و تبعد بين الحياة والحياة،لتصبح جسرا تتوسطه هوة تفقده تواصله وترابطه الجميل ، وعمق هذه الفجوة وطولها يعتمد على حيثيات وتوجهات الفرد نفسه .وجدت الحياة لتكون متواصلة عبر سلسلة من الأنشطة الحيوية التي تنمي الوعي والمعرفة والفكر تجاه كل شي في الحياة ولا تتخللها فجوات قد تغير من مسار وإستقامة الحياة. فالفراغ هو الفجوة الضارة التي تتخلل حياة الإنسان وعادة الضعيف الذي لا يسير نفسه أبدا،ويكون رهينا لرياح الحياة الموسمية توجهه أينما توجهت.
إن إستمرار وتسلسل الحياة هو الأصل الذي يجب أن يكون معمولا به في حياة البشر والأحياء الأخرى حتى يتسنى للحياة أن يكتمل بنيانها برسوخ أرضي  وشموخ سماوي ، وحتى يكون مجموع نتاج الأفراد كلهم أكثر من الإستهلاك نفسه ليكون الباقي كمخزون تستهلكه الجماعات في أسوء الأحوال أو بالأحرى في الأحوال التي تعيق حركة الفرد ونشاطه. فالنتاج والإستهلاك هنا لا نقتصره على الغذاء والملبس والمسكن فقط، بل يرقى لأبعد من ذلك لاسيما تغذية الروح والعقل بالنشاط العقلي والروحي،اللذان يقيمان حياة الفرد مع الأنا والجماعة كونه مدني بالطبع. فحياتنا يجب أن تكون منظمة ومكتملة التخطيط وتمشي وفق معايير وأسس إما أن نكون قد رسمناها بأنفسنا أو قد تكون مستلهمة من الدستور الحيوي الذي لا إعوجاج فيه، حتى نستطيع أن ننتج أكثر من ما نستهلك لنضمن للحياة مسيرة واضحة دونما أي إعوجاج مضر بحياة الأنا والأخرين. فالفراغ أحد أكبر المشكلات التي تواجهنا في هذا العصر مما أدى بنا إلى التخبط و العشوائية في تخطيط مسارات حياتنا وتضارب الأحداث مع الواقع التي تمخضت حياتنا بفراغ غير مرغوب به فارتمت أنفسنا إلى أعمال لا تمت للنمو بصلة -وأقصد هنا النمو الحيوي بكل ما يشمله من عقل وروح وجسد- فتركنا الأعمال والأنشطة التي بدورها قد تحافظ على سلامة العقل والروح والجسد من اي هفوات وإنتقاصات قد تكون عائقا يوما ما أمام عجلة الحياة.فحينما رضخت أنفسنا تحت وطأة الفراغ،ولد فينا الكسل اللعين فصرنا نرى كل الأشياء ثقيلة جدا ومتعبة، حتى شرب الماء قد يبدو أحيانا متعبا إن لم يكن هنالك معينا على شربه مع توافره وبسهولة. فالإنشغال بالملهيات التي تجذب العقول لها والتي لا تنميها قد أخذ جل أوقاتنا، والنوم غير الطبيعي هو الأخر ، فعزفنا عن القرآءة مثلا مما أدى بنا إلى توقف نمو مستوى العقول والمدارك والوعي والمعرفة والفكر....وغيرها ،فتقلص بذلك عطاؤنا ونتاجنا للحياة مما أدى إلى إنحصار النتاج بكل أشكاله فنتج عن ذلك خلل واضح في حياة الإنسان.
وليس أجمل في الحياة من استغلال كل الوقت في المنافع التي لها تأثير إيجابي لحياة الناس والكون بأكمله، فعلينا أن نعود حيث البداية ونعيد تخطيط إستغلال الوقت لنقضي على الفراغ. لنقرأ لنستلهم ولنتعلم تجارب الأخرين ولنثري عقولنا لتتوسع مداركنا وفضاءات تفكيرنا حتى لا تحدها حدود،كل هذا وذاك حتى نستطيع أن نكون أفرادا مشاركين في بناء الحياة المستقيمة ، وحتى تكون عقولنا قادرة على رسم مخطط الحياة المستقيم الذي لا تشوبه شائبة ، ولا تكون عقول ضعيفة لا تخدم الأنا بأقل فكرة تحتاجها ، فنكون بذلك كالإمعات الذين يعصبون عيونهم الصحيحة فيمشون خلف ركب ما دونما تمحيص. فالعقل العقل ، والقرآءة القرآءة،ولنملي فجوات حياتنا بالعمل النافع ،ولنبتعد عن الفراغ بعد المشرق عن المغرب.

 

 

الأحد، 4 يناير 2015

جاي بهوان ..جاي بهوان





هذا النص عبارة عن قصة سمعتها عن أحد الأفاضل وأحسبه من المجتهدين في العمل التطوعي وهو يسردها لنا، وأصوغها كموضوع إنشائي لأخذ العبرة منها.

حينما قدرت الحياة ووضعت في الميزان كان لابد أن يكون لكل شي ند متباينا له في كثير من الخصائص والملامح وأحيانا يماثله في الكثير ويختلف في بعضها حتى لا تفقد الحياة دورتها الموزنة.فالفقر ليس عيبا يخلق في الناس وليس مرضا مشوها لجسومهم، الفقر نقص في الحيلة والرزق وهو ضد الغنى ، فهذان ندان وجدا في الحياة لتوازنها،وقامت الحياة على أساس التكافل الإجتماعي والرحمة التي يتولد بها التآلف والتكاتف والمؤخاة والحب الإنساني.
يقول صاحبنا كنا في حملة توزيع الصدقات وإذ ينتهي بنا المطاف إلى بيت فقير محدود المصدر لم يستطع أن يوفر لأبنائه وله مسكنا مريحا يماثل مساكن الأخرين ولا طعاما يشبع بلذته الرمق، ولا ملبسا يضفي السعادة في نفوس أطفاله أو يرسمها في محياهم. فالبيت متهدمة بعض أطرافه ومتشققة جدرانه متساقطة جوانبه وكأنه شاة يحتضنها الجدري،سقفه قاب قوسين أو أدنى وينهار،أعمدته عجوز شمطاء متقوسة فقراتها، كل من يراه سيظن في التو أنه مهجور وقد رحل ساكنوه منذ أمد طويل . وفي المقابل يجاور بيت الفقير بيت الغني الذي تلون بزاهي الألوان ورصع بجميل الأحجار وبني بشكل يغري الناظرين، واسع ومتوسع ،سكانه يتفننون بجميل الملبس،ويتغذون بلذيذ الطعام، نوافذ البيت تمتص نسيم الهواء العليل ،أنواره تقتل عتمات الألم والهم والأسى ،ممتلئ بالأشجار والشجيرات ،بالزهر والثمر ،زاكي الطعام تفوح روائحه. يقول فطرقنا الباب المتهايم الذي أكلت أجزائه الآرضة (الرمة ) فخرجت إلينا طفلة بريئة لا تتجاوز الخمس سنين يظهر عليها قلة الحيلة وسوء الحال، حكمها الفقر منذ ولادتها فاستعبدها كم استعبد أبويها وكل عائلتها فاستسلمت له كما استسلم العبيد لأسيادهم ، شعرها متفرق لا يسكنه ساكن متلاصقة شعيراتها ببعضها البعض وكأن عسل صب فوق الرأس فكان ملاذا للقمل وغيره ، وأني لأحسبها لم يطأ الماء رأسها ، عيناها سوداوان  تتلألأن ،إرتسمت الشمس في مقلتيها بضيها ،حواجبها متفرقة مفزعة أهدابها جميلة كجمال عينيها ،وجهها متعفر بالتراب و (الحلاط) ،يداها وكأنهما يدي رسام تلونت بمختلف الألوان،أظافرها كأظافر عجوز وقد إندس الطين بين الظفر واللحم،ملابسها رثة جدا.خرجت مهرعة ووقف عند الباب وكأنها حسناء تنتظر حبيب طال غيابه متلهفة لتروي ظمأ شوقها برؤيته. نظرنا إليها جميعنا بإستغراب وتعجب من الحال السيء الذي تعيشه هذه الطفلة في مجتمع يزخر بالخير الكثير.سألتنا: من أنتوه؟ ..لم نعرف كيف نجاوبها، فأخرج زميلنا الذي كان خلفنا المؤنة من السيارة فلما رأتها تبسمت بسعادة عارمة كسعادة طفل يحتضن أمه بعد غياااب طويل تمخض بعظيم الشوق،وتوسعت عيناها وشهقت قائلة: جاي بهوان جاي بهوان فهرعت مسرعة تبشر أمها بمجيء أصحاب المؤنة الذين تعودت العائلة أن تأكل من خيرهم. بهوان ذاك الرجل الكريم الذي لا يكاد يوجد بيت في الوطن لا يعرفه صغيرهم وكبيرهم ،بهوان رجل تعود أن تزور سياراته بيوت الناس محملة بمؤنة شهرية تعم الغني قبل الفقير ،ولا يعرف الناس إلا بهوان واحد فقط.
مجتمعنا مليء بالفقراء ولا يوجد به إلا بهوان واحد، كيف يتناسبان مثلا،تغلب كفة الفقراء على كفة بهوان.الغني لا يهتم إلا في زيادة غناه وفي أهل بيته فقط، والفقراء ينتظرون مجيء بهوان مرة كل شهر حتى يتذوقون اللحم وغيره ما لا يذوقونه بسبب ضعف الحال وقلة الحيلة.لو أن في بلادنا ثلاثة (بهوان ) لصلح بعض حالنا وتحسن. فهي دعوة لكل ذا قلب رحيم أن يبادر في فعل الخير وأن يبادر في رسم البسمة في محيا الفقراء فهم بحاجة لنا كثيرا، لكن كثيرا منهم ( تحسبهم أغنياء من التعفف)، فلنبحث عنهم ولنتكاتف جميعا ولنجعل في بلادنا ألف بهوان ليكبر عطاؤنا لهم حتى يتلذذون بلذيذ الطعام وعذب الشراب وجميل الملبس، لنجعل حياتهم أعيادا مستمرة دائمة.

 
 

 

الخميس، 1 يناير 2015

يحتاج أن يرى وهو لا يرى



 


ذات يوم عندما ضاق صدري من هم متشبث براسي يأسر عقلي و تفكيري وينهش قلبي من حدته،قررت أن أخرج لإحدى الحدائق العامة التي لبست حلل الجمال وتيجانه، حتى أفرج عن الهم الذي يراودني. دخلت فأستقبلتي الحديقة بإبتسامات جميلة تلقيها من كل حدب وصوب،فكل مرافقها كانت منظمة ومنسقة تبدو للعيان كأميرة حسناء. الزهور والورود تزينت بشتى الألوان تبث عطورها وروائحها الزكية لتعانق أنوف زائريها،وبأشكال متباينة ومختلفة. كل زهرة في تلك الحديقة تبدو من أول وهلة وكأنها ملاك تفننت في إختيار حلتها ورسم جمالها في عيون زائريها حتى ترسم في وجوههم بسمات الحب والسعادة والرضى.البحيرة الواسعة التي عكست في عرضها وجه السماء تبدو أكثر روعة حينما تكاثرت على ضفتيها الاف الزهور تعانقها العصافير والنحل وحشرات أخرى. منظر الحديقة الغناء يشعر الزائر بالجمال الساحر الذي يسحر بصر كل من يراه ،إنها نعمة عظيمة. في لحظة ما شعرت وكانني مالك تلك الحديقة بكل حسناواتها وكنوزها الطبيعية. فقررت أن أجلس في أحد مقاعدها المنتشرة تحت وارف الظلال،قعدت بجانب فتى كان يلبس نظارته الشمسية وفي ظني أنه يراقب أصدقائه الذين يلعبون ويمرحون بجانب البحيرة مع الطيور والحيوانات والزهور. تنفست الصعداء ثم أخذت أحادث الفتى:
من متى وأنت هنا؟
قال قرابة ثلاث ساعات وأنا في مكاني
لماذا لا تذهب لتلعب مع أصدقائك؟
قال: لا أريد
طيب لماذا لا تمشي في طرقات الحديقة لتستمتع بمناظرها الخلابة؟
قال أفضل الجلوس هنا،هنا أشعر بالإطمئنان لأنه مكاني المفضل وليس لي غيره.
طيب ما رأيك لو تزيل النظارة الشمسية من عينيك حتى لا تحجب عنك مناظر الطبيعة؟
قال كلاهما سواء،وهي تخفي حقيقتي
ماذا تقصد؟
قال: أنا لا أرى أبدا،ولا يوجد لدي أصدقاء إلا صديق مثلي تعرفت عليه سابقا ولا نلتقي إلا نادرا ،فلا يوجد من يلعب معي لأني لا أرى،كلهم لا يحبونني لأنني لا أرى ،كلهم يسخرون مني لأنني لا أرى،يخبئون أشيائي فلا أجدها إلا في وقت متأخر بمساعدة شخص يأتي فيجدني على حالي، وأحيانا لا أجد أشيائي. لهذا أنا وحيدا في هذا المكان ووحيدا في هذه الحياة. أنا عالة على بني الإنسان بسبب إعاقتي.
موقف تنفطر منه القلوب القوية، فتى كفيف يبتعد عن المجتمع لأنه يشعر أن المجتمع يبتعد عنه .فتى كفيف تعيش بين حنايا ضلوعه هموم بالية منغرسة خناجرها في قلبه،وعششت عند كل رواق غربان الألم والأسى.عندما أستمتع الناس بمناظر الطبيعة الخلابة تستمتع في قلب الكفيف النباتات والحشائش الضارة. كل هذا وذاك لأننا لم نشعر أن في المجتمع فئات تحتاج أن ترى وهي لا ترى، وتحتاج أن تمشي وهي لا تمشي، وتحتاج أن تسمع وهي لا تسمع. دورنا يكمن في أن نشارك الكفيف مثلا في رؤيتنا فنجلعه يرى بأعيننا وقلبا وجوارحنا. يجب علينا أن نمشي معا في طرقات المدينة،ونأكل معا في مطاعم المدينة ونتسوق في أسواقها. يجب أن نثق بهم وبقدراتهم حتى يساهموا بنشاط كبير في تدوير عجلة التنمية الإنسانية ،يجب علينا أن نفسح لهم المجال ويجلسوا بجانبنا في مقاعد الدراسة،لا أن نبني لهم مدارس خاصة لنبعدهم عنا.
خلعت نظارته ومسحت دمعتين حارتين قد بللتا وجنتيه،أخذت يده وسرنا معا في جنبات الحديقة، نرى ونسمع ونستشعر بجارحة واحدة.


 

 

 

 


 

بوح



عقدين كاملين ,في نهاية كل عام نمني أنفسنا بعام أفضل،المصيبة أننا نعيش نفس طقوس العام السابق،نجري بلا خطة،نمشي خلف الركب ،نسير عكس الإتجاه،نتمنى عاما أفضل بلا عمل ولا همة،الأمر الأكثر سوء أننا نرى أعداد المفسدين في بلادنا في تزايد،ما أفكر فيه وأتمنى الأ يحدث كأمنياتي السابقة ألا يكون أسمي في تلك القائمة الممقوته والمبجلة في الوقت نفسه ,ما يزعجني أيضا ألا يلقي بي إندفاعي بين القضبان...أمممم لا أبالي لست مؤهلا لأن أكون بين القضبان يوما.اووووه هناك أمر ما يزعجني! متى سأنتهي من كتابة قصة العصفورة والسنبلة،.. الأمر المثير للسخرية أن المدونة الريفية ،لا أدري أين هي ،،،،لا يهم سأكتب قصص ومدونات غيرها,أكثر إثارة في عام 2015.
 
 

 

مساء الاربعاء 31/12/2014م



على أمل أن ألتقيك العام المقبل ياصغيرتي، قد رحل هذا العام بعدته وعتاده ولن يأتينا ثانية،لا تنسي أن ترتدين حلل البهجة والأمل،يقولون أن التفاؤل جمييييل جدا حتى أن السماء إذا بكت  يحيى الوادي،من وجه الأرض تنهمر العيون ومن قلب تلك الزهرة ينهمر العسل، تلك الشجرة الجافة التي يحتضنها الموت هي مصدر دفء للفقراء والأغنياء أيضا. في العام المقبل لاتنسي أن تستقي من السماء السمو ومن النجوم الأمل ومن القمر الجمال،لن يكبر جسمك إلا سنتيمترات فالكبر لن يطيل عمرك ولا جسدك،حافظي على نقائك،فغرورهم لن يؤذيك، كوني كما عهدتك وأحببتك أنت أنت.