هي رسالة مهمة جدا لاعضاء مجلس الشورى ورئاسته الموقر وقد اسميتها بهذا الاسم لان قلمي بتر
نهايتها ولم يكملها تحسفا وحسره ولانها بترت من اشياء اخرى
علمنا انه في السبت المقبل الثاني من يونيو ستعقد جلسة
طارئه بخصوص العاملين بقطاع النفط والغاز وهذا خبر جدا اسعدنا وافرحنا واثلج
صدورنا وسنفرح كثيرا عندما تؤتي الجلسة ثمارها على ابناء هذا الوطن الغالي من عامل
ومؤسسه . ونحن وضعنا فيكم الثقة المطلقة في الاصلاح لانكم من الشعب واليه وابناء
هذا الوطن الغالي فنحن نعلم ان الواحد
منكم لا يالو جهدا في سبيل بناء هذا الوطن والحفاظ عليه.
سعادة الشيخ الرئيس وسعادة اعضاء المجلس الموقر فقط
وددنا ان نذكركم قبل دخولكم الجلسة الطارئه ان تعرفوا كل المعرفه من هو العامل
وماذا يعاني وخصوصا ذاك العامل الذي يكدح في حقول النفط نعم انها حقول النفط وليست
حقول الورد والياسمين وليست حقول تفاح ورمان الجبل الاخضر انها حقول النفط. حقول
النفط التي تحوي الكثير من المخاطر التي تؤدي بحياة الانسان على المدى القصير
والمدى البعيد الى المعاناة الصعبه التي يواجهها العامل في هذه الحقول سواء كانت
جسميا ام نفسيا.
سعادتكم الكل يعلم ان خام النفط هو عبارة عن مجموعه من
المواد المختلطه تحت الارض تحت تاثير الحراره والضغط الشديدين , والاخرين بدورهما
يحولان المواد من حالة الى اخرى وكل هذه المواد كيماويه وتحتوي على الخطر الشديد
من مواد سائله واخرى غازيه , وان التعامل مع هذه المواد ليس هينا وليس سهلا ومريحا
, وانما التعامل معها خطرا جدا جدا سواء كان في مرحلة الحفر او مرحلة الانتاج
والتجميع.
سعادتكم لا اود ان اذكر في كتابي هذا بعض المعلومات بحجة
انكم تجهلونها ,لا , كلا وحاشا وانما فقط وددت ان اذكركم ومن باب ( وذكر ان الذكرى
تنفع المؤمنين) حتى يكون قراركم مبني على قاعدة قوية سوية ونحن كلنا ثقه بالقرار
الذي سيصدر من جنابكم.
لا اريد ان اسهب واطنب في ذكر مخاطر حقول النفط ولكن ساذكر
لكم خطرين من جملة المخاطر التي يتعرض لها عامل قطاع النفط وان اردتم ان تعرفوا
اكثر فان كل المعلومات في متناول اليد وهي ايسر من شرب الماء, تكلفكم فقط ضغطة زر.
ان عامل النفط يعيش حياته في حقول النفط في بيئة تكثر فيها
الغازات السامه ومنها غاز كبريتيد الهيدروجين السام (H2S) والذي له تاثيرات خطيره على
حياة الانسان على المدى القصير والبعيد وان هذا الغاز قد ينتشر في بيئة العمل ولا
يمكن لاي كائن ما كان ان يمنع انتشاره ولكن شركة تنمية نفط عمان قامت مشكوره بوضع
الاليه الامنه تقريبا لهذا الغاز في حالة وجوده في اي بيئة عمل ولكن رغم هذا كله
ما زال الغاز السام ينتشر في بيئة الانتاج . فهو يوجد في معظم الحقول تقريبا
ويستنشقه الكثير من الناس وقد تعودوا عليه من الماضي . فهل يعقل لغاز سام لا يوجد
له تاثير سلبي على حياة الانسان!!؟؟
ثانيا المواد المشعه : توجد هذه المواد المصاحبه للنفط
في بعض حقول النفط, وربما انتم ادرى مني بعظم تاثيرها السلبي على حياة الانسان ,
ولن ازيد في تفاصيلها وذلك لمعرفة الكل عن خطورة المواد المشعه. فهل يوجد بالسلطنه
نشاط يعني بالكشف عن المواد المشعه في اجسام عمال حقول النفط!!؟؟
هنالك الاليات المتبعه لحفظ الانسان من هذه المخاطر ولكن
الكل يعلم لا يمكن حفظه منها بنسبة 100% وهذا مستحيل جدا.
سعادتكم ان حقول النفط تعج بالكثير من الناس من اخوانكم
وابنائكم وابائكم نعم ابائكم لانه هنالك الكثير من كبار السن من يعمل في هذه البيئه
, والحاجة الماسه هي من دفع بهم للعمل في هذه الظروف الصعبه.
ان ما يعانيه عامل حقول النفط من قسوة البيئه سواء
الصحراء ام النفط انه لحري بالشركات ان لا تقبض يدها في اجرة العامل لانه يستحق
الكثير في ظل هذه الظروف. وهذه الاجره اساسا لا توفي حق العامل لان هذا العامل لا
اقول معرض للخطر فحسب في اي لحظه بل معرض للموت في اي لحظه . وقد راينا ما حصل من
حادثه لاحد اجهزة الحفر في الفتره الماضيه القريبه ولقي احد حتفه والاخرون اصيبوا
بالخطوره , ماذا فعلت وزارة القوى العامله جراء هذه الحادثه؟ وماذا فعل مجلسكم
الموقر هو الاخر؟
انظروا في تاريخ حقولنا النفطيه كم واحد فقد حياته وكم
واحد فقد اطرافه وكم واحد فقد صحته بسبب المخاطر التي يعيشوا بينها مع العلم ان هذه المخاطر لاتوجد البته في اي وزاره
ولا حتى في مجلسكم الموقر , واني لاحسب ان بعضكم لا يعرفها البته ولم يسمع بها
طوال حياته , اما عامل النفط فهو يعيش في كنفها كما يعيش الموظف الحكومي في كنف
المكتب البارد والكرسي المريح.
سعادتكم هل جربتم العمل في الهواء الطلق طوال الليل ايام
الشتاء القارس !!؟؟ لم تجربوا ولا يوم اليس كذلك؟ ما بالكم بمن يعاني ويصارع اشد
انواع البرد طوال فترة حياته العمليه؟
ام هل جربتم العمل الصعب تحت وطاة حرارة الشمس المؤذيه
وانت تبحث عن ظل شجرة لتوهم نفسك فقط انه ظل ؟ لم تجربوا اليس كذلك؟ فما بالكم بمن
يتصارع مع اشد الحراره طوال فترة حياته العمليه؟ كل هذا وغيره من اجل لقمة العيش وبناء
هذا الوطن الغالي .
سعادتكم هل تعلمون ان في حقول النفط شيوخ يتكبدون عناء
ومشقة الحياه ؟ ساستدرك هنا واقصد بالشيوخ ليسوا المسجلين في وزارة الداخليه او
الديوان , واقصد بهم اولئك الذي التوت جلوده بفتح التاء الاولى وابيض شعرهم من
الشيب. هل يهون عليكم احد شيابكم ذو الجلد الملتوي والشعر الابيض الخالص ان يتكبد
عناء ومشقة الصحراء ومخاطرها وضغوطاتها ؟؟ ما يهون عليكم صحيح؟ اذا هولاء هم
ابائكم ابناء هذا الوطن الغالي, واني لاجزم انكم لو رايتموهم وهم باسوء الاحوال
لانهمرت عيونكم دماء وليست دموعا, رحمة وحسرة عليهم. كلهم جميعا وقفوا وقفة واحده
ليطلبوا شيئا قليلا من شيئ فائض , وقفوا وقفة رجل عجوز محترم, وقفوا بادب واحترام لانهم
يعرفون ان هذا الوطن بيتهم الاول والاخير وهل يرضى الانسان ان يعبث ببيته؟ لم
يوقفوا عابثين بمنشات النفط بل وقفوا ليسمعوكم كلمة اننا نعاني اننا نعاني .
ايها الشهم الاباة من الصعب عندما يبكي الشيوخ
عندما يبكي العجوز بكاء مرا اختلطت فيه الدمعة بالدم والحراره.
لا يريد هولاء الشيوخ وابنائهم ان يروا العالم الاخر هذه
الحال ابدا ولكن المعاناة الشديدة هي التي اجبرتهم ودفعت بهم الى هذا . ايها الشهم
الاباة اعضاء المجلس لا ينبغي عليكم ان تتركوا هولاء الشيوخ وابنائهم ليعبروا عن
معاناتهم بهذه الطريقه وبهذه الحال كلهم خجلون ان وصل بهم الامر الى هذا بسبب من
تسبب كائن من كان ولكن الحال ضاقت بهم حتى انفجرت وطفح كيلهم حتى فاض , لماذا
وقفوا هكذا لانهم احسوا ان القابعين في مكاتبهم المريحه لا يعنيهم امرهم البته.
سعادتكم هل يرضى احد ابنائكم من اجهزة الامن ان يضرب ذاك
العجوز الذي اجتاحه الشيب بطوفانه فالتوى جلده وسقطت اسنانه وشاب شعره؟ هل ترضون
ان يضرب ذاك العجوز وابنائه بسوط ابنائهم من رجال الامن ؟
ماذا تراني اقول وماذا عساني اقوال وانا اسمع ان عجوزا
قد ضربه ابنه بسياط موجعه لانه طالب بحق!!؟؟
ايها الشهم الاباة كان يفترض الا ترسل جحافل الامن
المرعبه الى تلكم الفقراء كان يفترض ان تذهبوا انتم من البداية وتحلوا هذه المشكلة
دون ان يرسل شرطي واحد الى هناك فاليوم نسمع ونرى الصور ان الجحافل قد ارسلت الى
مقابع الفقراء وهي مسلحه بانواع السلاح من سياط وغيرها الى فقراء عزل طالبوا
بحقوق, كان الاولى ان يعم الصلح والرضى الطرفين بحكمتكم. واليوم تمنى ان تجدوا حلا
يرضي الطرفين دون اللجوء الى السياط ونحن نتظر قراراتكم بفارغ الصبر من اجل ابائنا
واخواننا عمال النفط.
سعادة رئيس المجلس الموقر واعضائه لدي الكثير لاكتبه لكم
في هذه الرساله لكنه هنا توقف قلمي ولم يعد قادرا على المضي قدما في كتابة الرساله
اتعلم لماذا لاني اتحسف حسرة وانا اتخيل ذاك العجوز الفقير يضرب لانه طالب بلقمة
عيش لا اكثر. هنا توقف قلمي فسنرى هل سيجد هذا العجوز وابنائه من ياخذ بايدهم ام
سيشبعون وجعا بسياط ابنائهم!!؟؟
الاربعاء 9 رجب 1433
30 مايو 2012
