إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الاثنين، 21 يوليو 2014

أشلاء غزه

 
 
ا
 
 
بين أشلاء غزه
طفل ينزف
وطفل فارقت روحه جسد طاهر
وطفل ينتحب… رحل أخوه
ونيسه
شريكه
إللي يشاركه لحظة فرح
لحظة حزن
ولعبة بين عشر أصابع تكتوي

صرخة حزن تدوي في سماء غزة
صرخة ألم من جرح ينزف دم
وجرح ينزف بشفرة خيانة
تمطر صورايخ الخيانة في أرض البطولة
تنبت ورودا ترتسل للسماء شموس وأقمار
أرواح تعانق هالسماء
شهادة
ريحة مسك تمطرها مزووووووون تكونت من دم ذاك الشهيد
ويفوح عبيرها في فضاءات الوجع
تختنق نفوس
وتحتبس أنفاس عشاق غزة

طفلة… ترعى زهور الزيتون
ترتشف رحيق
رحيق مر
علقم
إرتوت أشجاره من دموع أم
من دموع أم… إللي جف ريق صبرها
خاشعة عيونها
ساكنه روحها
من حب رب العباد ترتوي قلوبها
فارقت….
وليدها
رضيعها
طفلها
بنتها إللي ترويها كل صباح رشفة أمل
وكل مساء رشفة صبر
إبنها إللي بيحمل مع فوارس غزة حجر يفجر به
دبابة ترمي شرر
تهدم قصر
تطوي ذيك الأراضي إللي يغطيها شجر الزيتون
وزوجها إللي تركها وحيده تكتوي
خذه عشق فلسطين
وتراب فلسطين
وسماء فلسطين
يفوح عطر دمه
وروحه في السماوات قنديل تشهد خيانة عرب
تنتحب… إللي تحت قدمها الجنة
ناظره شباب تحتجب ذيك الشموس من شموسهم
وذيك المزون من مزونهم
تفاخر بهم غزة
وتقصم بهم ملوك الخيانة وشيوخها
ناظره… يحتضنها ذاك الظلام بأنيابه
واذن الفجر الله أكبر
يسبح في سماء الشهادة أبنها
صقرا عيون تناظر خيانة عرب وذل وقهر
خبر الشهادة يحتضن ذاك الوجه بسمة
وخبر الموت ينهش ذاك القلب بشفرة
ااااااااه يازمن… يحدو لسانها…
خليني طفلة ولا أكبر
ألعب بالصواريخ مره
وبالأشلاء ثاني مره
ازرع في أجساد أهلي ورد
وزيتون
وفي قلب أمي نخلة.. تعانق ذاك السماء
وترااااااقب ذيك الخيانة.



 
 

الخميس، 17 يوليو 2014

المجتمع والعمل الخيري


 
المجتمع والعمل الخيري


عندما يريد أبناء مجتمع ما بناء مجتمعهم الذي يعيشون فيه، عليهم أن يحددوا مسؤلياتهم ، وهذه المسؤليات يجب أن تدار على أكمل وجه حتى يتم بناء المجتمع بناء جميلا.
اليوم تقوم الحكومات ببناء المجتمعات ،(الإنسان والمكان) ولكن هذا البناء لا يتم في يوم وليلة ،بل يأخذ وقتا غير محدود، ولكن الغالب أن هذا الوقت يكون بطيئا في نظر أفراد المجتمع ،ويرجع ذلك إلى تعدد الإنسان والمكان الذين تقوم المؤسسة الحكومية بتنميتهما بالإضافة إلى المسوليات الأخرى التي تقوم على عاتق المؤسسة الحكومية.  فبسبب هذا البطء أو التأخر في إنجاز التنمية؛ كانت ولادة العمل الخيري والتطوعي لمشاركة الحكومة في بناء الإنسان والمكان. وتعريفهما على ما يبدو لي هو الإقدام نحو التبرع للمجتمع ماديا ومعنويا مع تأدية الواجب الملقى على عاتق الفرد لتقوم بعض الجهات المشرفة على إنجاز عمل إجتماعي أو ثقافي أو رياضي أو… ألخ لم يكفيه الدعم الحكومي أو لا يحصل أساسا على دعم حكومي.  والتبرع المادي والمعنوي يكون بالمال والمواد أللازمة لإنجاز هذا العمل من قبل أفراد المجتمع أو المشاركة في العمل بالمجهودات النفسية والجسمية،ولن يكتمل هذا الإنجاز إلا بالإثنين معا فهما متلازمان إلى الأبد.
حينما لم تستطع المؤسسة الرسمية أن تغطي كل متطلبات المجتمع كان لزاما على أفراده أن يقوموا فرادى وجماعات بمشاركة المؤسسات الرسمية في إتمام متطلبات المجتمع وتلبية متطلبات أفراده أللازمة في إنعاش تنمية الإنسان والأرض معا ،حتى يستطيع الإنسان مواكبة تطور العالم من حوله وحتى تستطيع الأجيال أن تعطي الوطن والإنسانية من نتاج فكرها ونتاح سواعدها المأمولة في تطور عيش الإنسان.
إنتشر في الفترة الأخيرة مفهوم العمل الخيري  والتطوعي في أرجاء البلد وتلا هذا المفهوم مشاركة في تطبيقه ،او بمعنى أخر تطور هذا المفهوم ليعم نواحي وجوانب أخرى بعدما كان مقتصرا على بعض الجوانب والإتجاهات. وهذا الإنتشار مازال بسيطا جدا والناس ما زالت مبتعدة عنه قليلا مقارنة بالأمم الأخرى مع العلم أن ديننا الحنيف وصى به وبقوة لما فيه من تألف وتكامل إجتماعي وإتمام في بنية المجتمع التي بها تعم السعادة للكل.
إن وضعنا الحالي في العمل الخيري مازال يشير حالة الضعف ولم يرقى ليشمل كل شي ولم يرقى فكر الناس إلى إعتناق مبادرات خيرية وتطوعية،وإن كانت هنالك فهي بسيطة جدا.  وبسبب هذا الضعف مازلنا متأخرين جدا حينما نقارن أنفسنا بالمجتمعات الأخرى التي يهب أفرادها مسرعين في المشاركة في تمويل الأعمال الخيرية مدركين أنها السبيل في تمكين الإنسان على إتمام وتناول متطلباته بيسر وسهولة. نجد اليوم العالم المتقدم ينظر للعمل الخيري والتطوعي كأحد الأساسيات التي لابد وأن تتوافر في حياة الناس مؤمنين أنها الطريق السهل واليسير لخلق حياة عصرية متكاملة المرافق والإتجاهات والمتطلبات ، والقناة التي تتغذى بها المحتمعات والشعوب القاصرة التي تفتقر للكثير من ضروريات الحياة التي أنهكها الفقر والحرب وسوء الأحوال. قد تولي المجتمعات المتقدمة العمل  الخيري إهتمام بالغ ،فتراه كنشاط يتصدر قائمة اولويات حياة تلك الشعوب. أما في مجتمعاتنا التي مازالت ترضخ تحت وطأة الإسراف وحب جمع المال وإحكام قبضته،والنظرة المغايرة للعمل الخيري التي لا تؤتي أكلها أبدا والتي إن تبناها بعض الناس ستراها تزحف كالسلحفاة في الرمال البعيدة هذا حال عامة الناس ،أما الخاصة فهم مترفعين جدا عن المشاركة في الدعم والعطاء، كل هذا بسبب نظرتنا القاصرة تجاه العمل الخيري والتطوعي. في عوالمنا ترى الكثير من الأنشطة التي يتبناها المتطوعين متوقفة أو تحبو نحو  الإنجاز ببطء ،معللين ذلك بتخلف الناس عن دعم هذه الانشطة الإجتماعية والمشاريع الخيرية.عندما ننظر ببصر ممتد نحو أفق المشاريع الخيرية سنراها معدودة على مستوى بلادنا الكبيرة ،وفي الوقت نفسه لن نجد إلا جمعيات معدودة من إرتفع عطائها، وأما الباقي لايكاد يرتفع بنفسه إلا وانتكس ثانية بسبب قلة الموارد.
نحن كأفراد في هذا المجتمع بحاجة إلى أن نؤمن الإيمان الكامل أن العمل الخيري والتطوعي مهم جدا في حياتنا ،وأن نجعله من الأساسيات في حياة الإنسان التي يلزم علينا عدم الحياد عنها وعدم إهمالها. علينا جميعا أن نرشد أنفسنا نحو هذا الدرب المنير المملؤ بالخيرات والمسرات للإنسان وبيئته.
إن سبب شحة تبرعاتنا وعطاءاتنا الخيرية ليست لأننا لا نحب الخير أو أن نفوسنا تحتضنها الأنانية والقسوة علي بني جلدتنا،لا ابدا بل يرجع كل هذا لأننا نجهل الخير العظيم الذي تكنه الأعمال الخيرية بين طياتها وما لها من تاثير إيجابي عظيم للمجتمع عموما والإنسان خصوصا. لذا لزاما علينا جميعا أن نعمل على تثقيف وإرشاد المجتمع للعمل الخيري والتطوعي،حتى تكثر العطايا والهبات الخيرية للمجتمع، وحتى تكثر المبادرات التطوعية في تبني الأعمال والأنشطة الخيرية التي تنتفع بها البلاد والعباد. علينا أن نحقن أنفسنا وغيرنا بالأفكار النيرة التي تزيد من إيمان الفرد بضرورة أن نحادي ركب العمل الخيري حتى ترسخ هذه الفكرة في عقولنا جميعا كرسوخ الجبال الراسية في بطن الأرض.
هيا بنا نهب جمعا وفرادى في سبيل بناء الإنسان والمكان بناء قويا ورائعا وذلك بأن نتنافس في تبني العمل الخيري والتطوعي في كل المجالات الحيوية كالرياضية، والثقافية، والإجتماعية، والدينية، وغيرها كل حسب ميوله ورغبته وكل حسب مقدرته في المشاركة سواء بالمجهود الجسمي والفكري أو بالمال والمواد،ولا ننتظر مكتوفي الأيادي حتى يطلب منا أن نقوم بخدمة المجتمع فالمجتمع ليس ملكا لفئة معينة بل هو للجميع وخدمته واجبة على الجميع.بهذا وذاك سنحقق السعادة الإنسانية للجميع وخاصة أولئك الذين لم يعرفوها قبلا بسبب شحة مواردها. وسيكتمل بناء المجتمع في كل جوانبه وستزهو حياتنا بكل الوان السعادة.



صالح بن سعيد الفارسي

مجلس الخضراء الثقافي

الخميس، 8 مايو 2014

عندما لا يحترم ذوق وعقل الرأي العام....



 

عندما لا يحترم ذوق وعقل الرأي العام…..

 

نشر مؤخرا في مواقع التواصل الاجتماعي عن إنتقاد مجموعة من المدونين النشطين لبعض البرامج التلفزيونية التي أتت أكلها وأنتفع بها مجموعة ليست بقليلة من الناس. فتزعموا الرأي معتبرين أنهم ممثلين الرأي العام وطالبوا بإيقاف بعضها والبعض الأخر تم إيقافه قصرا ضاربين عرض الحائط العدد سواء كان كثيرا أم قليلا من متابعين هذه البرامج ،ويعدونها برامج مثمرة. طالبوا بإيقاف هذه البرامج منتقدينها في أنها ليست إلا استحواذا على مشاعر الناس أو الأسلوب الذي يقدمها مازال في مستواه القديم ولم يرقى لأن يكون مستوى لائق على قدر الموضوع الذي تحتضنه تلك البرامج. متفقين جميعا أن المادة التي يقدمها التلفزيون بشكل عام هي مقبولة فلا نقول ممتازة او رديئة لأنني أجد العدد الأكبر يبحث عن بديل يعده الافضل عن التلفزيون العماني الا اللهم بعض البرامج التي إستحوذت علي المشاهد كونها برامج تلامس متطلبات الجمهور بغض الطرف عن جودة تقديمها لأن المشاهد إستحوذته المادة وليس الجودة في حد تقديري.

 

برنامج قيم الذي يقدمه الدكتور صالح الفهدي للمشاهد العماني في مجموعة أجزاء، ناقش مجموعة كبيرة من السلبيات التي يقع فيها أفراد المجتمع على حد إيمان معد ومقدم البرنامج ولن أطرح رأيي في هذا المقال لأنه ليس ضروري ابدا،تم إيقافه واإنهاءه من ظهوره في الشاشة هذه السنه ولربما في السنوات القادمة. كتب الدكتور صالح خاتمة لهذا الحدث ولماذا تم إيقافه وقد أخذ يكر ويفر في مقاله الطويل مدافعا ومهاجما حتي يسحب الراي العام لصالحه ويستعين به في هجومه لصناع القرار في الاعلام ومن كانوا سببا في إلغاء برنامج قيم. لن أقيم في هذا المقال برنامج قيم ولن أدافع عن الدكتور صالح الفهدي ولن أكون ضده، بغض النظر عن ما كتب ضده في مواقع التواصل وعن التبريرات التي دهنت في واجهة الاعلام حتي يظهر بياضه علي سواده،ولكن أقول لمن الغى البرنامج باي حجة كانت ،هنالك الكثير من متابعين هذا البرنامج ويحرصون كل الحرص علي متابعته ولا ريب انه مفيد ولو لنسبة بسيطة لأنه يناقش السلوكيات الخاطئة على حد زعم معده ومقدمه وهذا ما اتضح لي من خلال البرنامج. محاولين إيجاد الحلول لتلك السلوكيات المنبوذة والتي ترفضها اعراف المجتمع او على اقل تقدير لن يتقبلها بعض افراد المجتمع او اكثرهم. كان على الجهة التي صنعت قرار الإيقاف إيجاد البديل او بالأحرى انتقاد البرنامج مع تقديم المعونة للمعد والمقدم مستعينين بخبرات داخليه او خارجيه في مجال الاعداد والتقديم وغيره حتي يظهر العمل بمظهر مقبول لدبهم وللغير ،أو يستبدل ببرنامج أخر أكثر قبولا وملامسة للمشاهد وذوقه مع انني أرى مجموعة ليست ببسيطة من الناس وقد تقبلت البرنامج بكل حيثياته. عندما تفرض الجهة المسؤولة رايها علي الرأي العام هنا يقتل الاحترام للمشاهد لان المشاهد اساسا لم يرفض هذا البرنامج ولم نري مطالبات تطالب بإيقافه، يعني انه مقبول للراي االعام… ماذا فعلتم بالراي العام يا وزارة الاعلام؟ الا تحترمون متابعين قناتكم وبرامجكم؟

 

 برنامج أنت كما تريد… .برنامج رائع يبث مساء كل جمعه ومفيد، يستقطب عددا ليس بقليل من المشاهدين داخل السلطنة وخارجها ومن الضيوف الناجحين كمثالا يتخذه البرنامج في كل حلقاته. يناقش مقدم البرنامج مسيرة نجاح الضيف وكيف أستعان بمقومات الحياة لينجح في صنع الإبداع والمثير. رأيت أعدادا هائلة من المتابعين يحرصون كل الحرص على متابعة هذا البرنامج الذي على الأقل لم يكن في يوم بؤرة فساد في المجتمع ولم يبث ولو في لحظة فكرة مفسدة ومدمرة للمجتمع ولم يكن وسطا لنشر رذيلة، بل كان مقدم البرنامج ومازال يحاول جاهدا في تقديم الأفضل لجمهوره بغض النظر عن توجهات طلال الرواحي الذي يعده البعض بالمدرب المبدع علي مستوي السلطنة التي جاء بها من أنتقد برنامجه كمثل المدون الكبير الدكتور المعتصم البهلاني في صفحته في تويتر منتقدا برنامج أنت كما تريد ومقدمه المدرب طلال الرواحي. المعتصم البهلاني يطالب بإيقاف البرنامج كونه أضحوكة علي الذقون ومتلاعبا بمشاعر المشاهدين متهما البرنامج بإغواء المشاهد وأنه تقليدي ولم يقدم أي شيء للمشاهد عدا خواطر بيان تسحر من لا يعرف كيف يتقي السحر بالحصانة من عفاريته المرسوله لتسحر العقول. لم يكن هكذا برنامج المدرب طلال الرواحي بل كان يقدم شيئا جديدا بالنسبة لبعض المشاهدين وإن كان صحيحا ما يزعمه معارضو البرنامج فإن طائفة كبيرة من المشاهدبن غير ملمين بالقيادة الذاتية وأن ما يعرضه طلال الرواحي في برنامجه هو شيئا جديدا للمشاهد ويعتبره معلومة جديدة ومهمة.

ما أود قوله للدكتور المعتصم البهلاني أحد مؤسسي مجلة الفلق الإليكترونية ان ما تعتقده أنت وما يعتقده الاخر ليس بالضرورة أن يتفقان وأن ثقافتك أنت تختلف عن ثقافة الاخرين بغض الطرف عن إستقامة الفكر والتوجه لك وللأخر، فأتمنى من الدكتور المعتصم أن يقدم البديل لبرنامج أنت كما تريد او أن يعاون المدرب طلال في تحسين مادته المقدمة عوضا عن تدمير كلية البرنامج وكسر الطموح ،لأنه حينما ننتقد شيئا ما بزعمنا في سبيل الإصلاح والمنفعة العامة لزاما علينا أن نقدم البديل أو نقترح مثاليات للذي تم إنتقاده.

 

البرنامج الأخير الذي تم التعليق عليه وإنتقاده هو البرنامج الضخم الذي يقدمه الدكتور سيف الهادي وضيفه الاكثر حضورا أحد فطاحلة الفكر العماني سماحة المفتي الشيخ احمد الخليلي. إنتقد الدكتور زكريا المحرمي برنامج سؤال اهل الذكر متهما البرنامج بالرتابة وعدم تقدم أسلوب تقديمه للعامة مطالبا صناع القرار في الاعلام بإغلاق البرنامج او تغير حيثياته أو تغير شخصياته. عندما قرات تغريدات الدكتور زكريا وهو طبيب وباحث في الفكر والثقافة وجدت أن إنتقاده لم يرقى ليكون نقدا بناءا بل نقدا هداما لان هذا البرنامج في المقام الاول ليس برنامجا تحاوريا او برنامجا يقام لأجل أن يبحث ضيوفه في قضية ما ،بل برنامج تلقيني وإستفتاء لكم هائل من المسائل الفقهية ليتفقه الناس بأمور دبنهم. فحجج الدكتور زكريا لا تلامس العقل أبدا في هذا البرنامج لان مطالباته بإلغاء البرنامج أو تغير حيثياته وشخصياته ليست معقوله ولا مقبولة، فالمعني الأول في هذا البرنامج هو المفتي وإن تعذر فنائبه وإن تعذر فمن يمثلهما من علماء الشريعة ولا يمكن بأي حال من الاحوال أن يستضاف غيرهم لان في البرنامج توجد ضآلة الكثيرين ويستوجب المقام مفتيا وليس بأقل منه لان المفتي هو المعني بالفتوى، فهنا لا تناقش قضايا ولا تطرح أراء بل فتوى شرعية لقضية شرعية. أما بمن يطلب بتغير حيثيات البرنامج ليكون تحاوريا عوضا عن الاستفتاء، ففي هذا نوع من المطالبة بالتخلص من برنامج سؤال أهل الذكر لانه يقضي علي مادة الفتوى ليستبدلها بمادة أخرى، فأقول لمن يحاول أن يفرض هذا الراي يمكنك أن تطالب بان يكون هنالك برنامجا تحاوريا في التلفزيون مع مجموعة كبيره من الفقهاء والمفكرين والمثقفين وهذا البرنامج سيكون رائعا بلا منازع. ومطلب الدكتور زكريا في هذا البرنامج هو إغلاقه بحجة انه لا يقدم للوطن أية فائدة تذكر ،في هذا المطلب لن أسهب ولن أطنب بل سأكتفي القول أن الدكتور أوقعنا في مصادمة لم نحسبها منه وهي رفض الراي الاخر الذي زعم أنه يطالب بوجوده في ظل إختلافات الفكر والراي الذي طالما نادى به في تغريداته ،فلا نرى سوى مطالبات بفرض الراي الخاص على الراي العام مضروبا بالراي العام عرض الحائط متسترا بلباس الوطنية التي يزعمها مداعبا مشاعر الأخربن بسحر فرعوني مبتعدا عن مخاطبة عقولهم فيلتف حوله من تعطلت عنده جارحة العقل وتنشطت جارحة العاطفه.

 

ما أود قوله في هذا المقال، أيها السادة عندما تنادون وتطلبون إلغاء أي شيء وله منتفعين في أوساط المجتمع ،عليكم أن تقدموا البديل لتلك الأذواق والعقول التي تنتغع به. فليس من العدالة الفكرية أبدا أن نحاول فرض أراءنا وأذواقنا على حساب الأخرين. وإن كان في هذه البرامج ثمة عيب يذكر ،فمن الواجب علينا جميعا أن نقوم فرادى وجماعات محاولين إيجاد الحلول المناسبة والبدائل عندما نتحدث بإسم مصلحة الوطن.

وأقول أيضا أننا نعيش في بلادنا في اللحظة الراهنة في تنازع فكري وتصادم لم يحترم العقل ولم يتقبل الراي الاخر من كل الأطراف المتنازعة وهذا يظهر جليا في حوارات المثقفين والمفكرين مبتعدين كل البعد عن إحترام الرأي والرأي الاخر محاولين فرض أرائهم بالقوة في الوسط الفكري والثقافي مؤمنيين كل الإيمان أن فكرهم هو الفكر الراجح وماعدا ذلك فهو هراء، ولا يتقبلون بالحقيقة مهما كانت وإن كانت من غيريهم زاعمين أن مصلحة الوطن من أولوياتهم وأسمى توجهاتهم غير مدركين أن مصلحة الوطن هو إإتفاق القلوب وتبادل الإحترام مع إختلاف الرأي. وأن مالا يعجبني ولا يتفق معي فهو عدوي بالمقام الاول ،فكل ما يقوله قائد حزبي صحيحا بلا منازع وما يخالفه فهو يخالف الدستور القويم، وان كل نقد في ذاته هي خطيئة لن تغفر البته. مالكم كيف تحكمون أيها القوم؟ إرحموا عقول العامة وعواطفهم لسنا بحاجة لحرب فكرية تحرق الأخضر واليابس. نحن بحاجة لمشاركة فكريه وثقافيه تثري هذه الأمه وإحترام أصيل تقوم عليه كل بناءات هذا الوطن، فلا تفرضوا على عقولنا وعواطفنا أرأءكم فنحن موجودون لأننا نفكر وعقولنا مازالت صالحة ولم تنتهي.

 

صالح الفارسي..