إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأربعاء، 30 ديسمبر 2015

عام مضى



عام تقرع أجراسه لتغلق الأبواب ، ليمضي راحلا بكل أحداثه، ليتبقى لنا الذكريات فقط، والدروس والعبر ستبقى إن أردنا ذلك. رحل العام منتهيا لتقلب صفحة التقويم معلنة بدأ عام جديد، كما هي الحال قبل سنة من هذه اليوم، ليعيد التأريخ نفسه في غرة يناير لكن السنة قد كبرت في تعداد السنوات وقصرت من أعمارنا، لتمضي الأعمار نزولا والتأريخ صعودا. عام مضى ولم ننتبه له ، بل تجاهلنا وجوده، دون أن نحسب لعجلة الحياة حساب، فتنتهي اللحظات كما بدأت ولم نكن فيها سوى كائنات تموج في أروقة الأمكنة مكملين أعداد شخوص المسرحيات، ولم نكن عوامل نجاح، ولا بناء، ولا سواعد تساعد تحريك عجلة البناء .

عام مضى، وحين مضيه ، وفي ساعة الوداع تنبهنا لخطة العام التي قد رسمناها نهاية العام الماضي، لنحقق كل أهدافها أو جلها ، لنجد كل الخطة مشمعة كما كانت أخر مرة ، لم نفتحها لنمشي عليها، أو لنحقق ما خططناه. نفتح دفتي الخطة المرسومة للعام المنصرم لنتفاجأ بما دوناه كخطة، وأهداف، ومشاريع وددنا تحقيقها في العام الذي يحتضر، لكننا فوجئنا بإنتهاء العام ونحن في هرج ومرج، دون أن نعمل شيئا خارج الروتين المعهود. فيرحل العام إلى أللا رجعة وترحل الخطة نفسها للعام القادم، علنا نعمل على تحقيق بعض ما دوناه في الدفتر المنسي كهدف أو مشروع. فيرحل العام ولم نقرأ من قائمة الكتب التي حضرناها سوى عناوين معدودة نستحي أن نذكرها ، وتلك التي لم تحظى بفتح دفتيها ليطول مكوثها في القائمة بين الأرفف ليغطيها تراب الزمان. فيرحل العام ونتذكر أننا كنا نأمل البدأ بعمل تطوعي كمثل أؤلئك الناجحين الذين يخدمون مجتمعاتهم دون كلل أو ملل، فنجد أنفسنا تلهو متناسية تحقيق ذاك العمل العظيم، فلم يكن العمل ولم تخلق المنفعة ، فبتنا كما كنا نحلم نائمين ومتيقظين، وما أسوء أحلام اليقظة المفتقرة للهمة والعزيمة. ليرحل العام ونحن كما نحن، لم نكبر، ولم نسمو، ولم نجني ثمرة من ثمرات الكفاح التي حلمنا بها ووعدنا بها أنفسنا، فرحلت هي مع العام وبقينا في لهونا نراقص الملذات سكارى. ليرحل العام ونرى الناجحين يتنعمون في ثمرات كفاحهم تغمرهم السعادة العارمة جراء نشاطهم الحيوي المرصع بالهمة والعزيمة العظيمين.

هكذا رحل العام كمثل الغريب، ودون أن نعلم بآوان رحيله، لأنه لم تكن في الحياة خطة لاستغلال واستثمار أوقاته في نشاطات ومشاريع ننتفع بها في كل نواحي الحياة.علمنا بأنه سيرحل فكان كالصاعقة التي حطمتنا، حينما علمنا ، نحاول ترتيب الأوراق، وإعادة النظر فيها لنجد أن عاما يرحل من عمرنا دون تحقيق حلم واحد مما كنا نطمح ونطمع في تحقيقه، لنعيد حياة العام المنصرم وقد خسرنا ثلاثمائة وستين يوما من عمرنا تقريبا. ننتبه لرحيل العام، وكأننا نستيقظ من سبات عميق لا ندري ماذا حدث في كل هذه الأيام، نعود للوراء حتى نصل أول يوم لنقرأ الأحداث الواحد تلو الأخر، لم نكن في خضم الأحداث سوى جمهور مصفق فرح، أو حزين بخسارة، لم نكن أداة نجاح أو عمل. رحل العام ومازالت هممنا في سباتها رغم ضجيج الحياة حولنا، آذان لا تسمع ، قلوب لا تفقه، عقول لا تفكر.
لنعيد ترتيب الورق ، لنعيد تنشيط الهمة ونسعى في تحقيق المهمة مشمرين عن ساعد الجد، ولنشطب على عام 2015 لتكون عام 2016 ونكتب تحتها ملاحظة، رحلت 2015 تجر أذيال فشلنا، ونقوم بصناعة النجاح في هذا العام.
 
 
 
.