إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأربعاء، 14 أكتوبر 2015

الهجرة النبوية العظمى



 

 


 1437 عام منذ هجرته صلى الله عليه وسلم، ومازال المسلمون يحتفلون بنهاية كل عام كذكرى لهجرته من مكة إلى المدينة ، من موطنه الذي لم يكن يحب أن يهاجره إلا رغما عنه، فقال قولته صلى الله عليه وسلم : (ولولا أن أهلك أخرجونى منكِ مَا خرجت) أو كما قال رسول الله، فخرج من مكة لا حول له ولا قوة ليذهب إلى المدينة المنورة ليبني حضارة قويمة قوية راسخة عبر الدهور ، فمن تلك المحنة الشديدة ولدت العزة والقوة والسيادة لبني الإسلام, فكان ميلاد دولة الاسلام ، عمت بدينهم الرحمة والمودة والتآلف للبشرية جمعاء. منذ ذاك العام بنيت الحضارة الإسلامية كأعظم حضارة في تاريخ البشرية إتسمت بكل سمات الخير والعدالة , ليس للمسلمين فحسب بل لكل المخلوقات على وجه الأرض حتى الحيوان وجد حقه في هذه الحياة ، والبيئة ككل ، وهذا دلالة على أن الرسول صلى الله عليه وسلم وضع في الحياة قوانينا تضمن للكل حياة حرة سعيدة مليئة بالأمن و السلام ، إذا إن الكل ملزم بإتباع القانون حتى الخليفة نفسه يجب عليه ولزاما التقيد بالقانون ، هكذا هو الإسلام ،إتسم بالعدالة فبات الناس جميعا مطمئنين أمنت أرواحهم ونفوسهم وأعراضهم وأوطانهم وأموالهم.

يحتفل اليوم المسلمون بذكرى الهجرة النبوية التي تذكرنا بالنبي القائد والمعلم والمربي والحكم العادل بين الناس والأوطان، لنتذكر ونتذاكر كل سماته وصفاته وأفعاله وأقواله ، وهوالقائل صلى الله عليه وسلم : (إذا تقاتل مسلمان ، القاتل والمقتول في النار ) أو كما قال رسول الله، وهو القائل : ( إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه) وهو القائل : ( المسلم للمسلم كالبنيان يشد بعضه بعضا ) أو كما قال رسول الله, وقال : (المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يسلمه، ومَن كان في حاجة أخيه، كان الله في حاجته، ومَن فرَّج عن مسلم كربةً، فرج الله عنه كربةً مِن كربات يوم القيامة، ومَن ستر مسلمًا، ستره الله يوم القيامة) وهو القائل : ( المسلم من سلم المسلمون من يده ولسانه) . أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيرة جدا ، وجاءت شاملة لكل نواحي الحياة تعلم المسلم أمور حياته ، وتضبط له حركاته وسكناته ، وتوضح له الكثير من المبهمات.


اليوم نحتفل بذكرى الهجرة النبوية والمسلمون غارقون في الحروب اللعينة بين بعضهم ، مبتعدين كل البعد عن منهج رسول الله ،يقتل بعضهم بعضا ، ويلعن بعضهم بعضا ، ويكفر بعضهم بعضا ، وقد وزع بعضهم صكوك الغفران على البعض و تصريح دخول الجنة ، وتقارير دخول النار ، فبات المؤمن العابد من المبشرين بالنار ، وبشر المتلطخة أياديهم بدماء الأبرياء بالجنة ،فطفقوا يسرقون وينهبون ويسمنون رقابهم من أموال المسلمين ،وبعض الدعاة يقولون لهم ستدخلونها آمنين مطمئنين ، زين سوء أعمالهم. يتقاتل المسلمون وجه لوجه وبعض الدعاة يأمر العامة بقتال المسلمين ويوسمونه بالجهاد ويبشروهم بالجنة إن هم قتلوا ، قاتلهم الله ذبحوا الإسلام بسيوفهم . وفي فلسطين اليهود يعيثون الفساد، يقتلون المسلمين ويهتكون أعراضهم ويستبيحون دماؤهم وأرضهم ، والدعاة الذين يأمرون العامة بالقتال والجهاد في حرب المسلمين فيما بينهم لم يأمروا الناس بالجهاد في فلسطين ولم يخطبوا ضد اليهود بل تركوهم يجابهون اليهود بالحجارة، بل أن بعض المسلمين من تأمر مع اليهود ضد الفلسطينين.

اليوم نحتفل بذكرى الهجرة ونحن معشر المسلمين لا إسلام فينا ، ولا نعرف حقيقة الإسلام ولا نعيش حياة الإسلام أبدا ، إخواننا يقتلوا ويصلبوا ونحن نسرح ونمرح بالعيش الرغيد ولا نصلح حالا أبدا. نحتفل بذكرى الهجرة وقامت جماعات تتزيا بزي الإسلام وهم المجرمون حقا .نحتفل بذكرى الهجرة والمجرمون يرقصون على جثث الأبرياء ونحن نصفق ونهتف. نحتفل بذكرى الهجرة ولم يعد فينا إسلام ، قتلنا الرحمة ، قتلنا التآلف ، قتلنا المحبة، إبتعدنا عن دستورنا الذي جاء به رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم. نحتفل بذكرى الهجرة ، وأين نحن عن منهاج رسول، والله إنه لأمر مفضح ومخزي ، إنا لله وإنا إليه راجعون.

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق