قيل خير لك أن تزخر مكتبتك بالكتب من أن تمتليء محفظتك بالنقود، وذلك لأن الكتاب أثمن من النقود ، وفوائده أعظم وأبقى، وأكثر تاثيرا في حياة الإنسان. وسينتفع بهذه الفوائد كل المجتمع المحيط بالقاريء وليس هو فحسب لأن تعامله مع من هم حوله سيكون تعاملا راقيا في شتى المجالات، مستنبطا من ينابيع عذب مشربها، وسيكون شعلة يستنير بها كل من اقترب منها أكثر فأكثر.
ولأن القرآءة مهمة في حياة الإنسان، فقد أهتمت كل الحضارت والأمم السابقة واللاحقة بالكتاب إهتماما كبيرا جعل منهم أن يعتبروا القرآءة أمرا مقدسا ومنبعا حيويا لا محيص عنه، ومصباحا يبدد ظلمات الحياة ويقتل عتماتها. وبعض سمات الإهتمام بالكتاب أن قد بنيت من أجله المكتبات الدائمة ، وأنشئت له المعارض الدورية ، حتى يتسنى للقاريء الحصول عليه بأسهل الطرق وأيسر السبل. ومن هذه المعارض، معرض مسقط للكتاب الذي تفتتح دورته في الثالث والعشرين من فبراير لتنتهي في الثالث من مارس في كل عام.
ولأن المعارض عادة تحوي على عدد كبير من دور النشر ومجموعة ضخمة من الكتب التي لا يستطيع الزائر أن يغطيها في زيارة واحدة، كان على رواد المعارض أن يحضروا لزيارة المعرض حتى يتسنى لهم إقتناء كل إختياراتهم من الكتب دون أن يفوتهم كتاب واحدا. لأن زيارة المعرض بطريقة عشوائية لها تأثير سلبي على الزائرين وتحول دون إقتنائهم لمائدتهم الدسمة من الكتب. فالطريقة العشوائية تبذلهم جهدا نفسيا، جسديا، وعقليا، والكثير من الوقت سيحتاج الواحد منهم دون أن تكتمل قائمته المبتغاة من الكتب، ثم أنه يحدث نوعا من الزحام في المكتبات وبين المكتبات ليحول دون الوصول لبعض دور النشر ،وقد يفوت الزائر الكثير من الكتب المهمة فلا يقتنيها بسبب الإزدحام والتكدس عند بعض المكتبات .
فالتحضير المسبق بأن تدون كل الكتب المطلوبة، ثم يتم البحث عنها في محرك البحث الخاص بالمعرض ليحصل على معلومة كافية عن كل كتاب. سيظهر للباحث من خلال محرك البحث، عنوان الكتاب، اسم المؤلف، دار النشر التي تبنت طباعة الكتاب، المكتبة التي تبيع الكتاب وموقعها في المعرض، وأخيرا سعر الكتاب . من خلال هذه المعلومات ستسهل عميلة الشراء للزائر دون أن يبذل جهدا كبيرا مع إختصار كثيرا من الوقت مقارنة مع الشراء العشوائي.
بالنسبة للأشخاص الذين ليس لديهم عناوين محضرة مسبقا وهمهم فقط أن يشتروا الكتب عشوائيا أثناء مرورهم على المكتبات من خلال تصفحهم للعناوين المعروضة ،فيمكنهم مسبقا أن يحددوا مجموعة من العناوين التي تتناسب مع ميولاتهم القرآئية ، واتجاهاتهم الفكرية، وهواياتهم، من خلال استشارة العارفين والمختصين في كل مجال، أو الرجوع للإنترنت حتما سيجدون ضآلتهم من العناوين، ثم بعد ذلك يبحثوا عنها خلال محرك البحث الخاص بالمعرض.
ثمة نقطة مهمة لزوار المعارض وهي تخص المدارس، ومتأكد أن معظم المدارس تعمل أفضل مما نتمنى ، لكن الذكرى تنفع المؤمنين ، نتمنى من كل المدارس حينما ترسل طلابها للمعرض أن ترسل مع الطلاب مجموعة من المعلمين المتمكنين من إرشاد الطلاب في كيفية إنتقاء الكتاب المناسب لكل طالب وكيفية البحث عنه، وعملية التسوق. ليأخذ كل معلم مجموعة من الطلاب يكون معهم، وهم معه منذ البداية حتى النهاية يشرح لهم ويرشدهم وينير دربهم. حتى يخرج الطالب من المعرض وهو مستفيد من هذه الزيارة وقد ترك أثرا جميلا في المعرض من حيث الهدوء والنظام الجميل وتخفيف الزحام.
حينما يهتم المجتمع بالكتاب والقرآءة يعني أنه يبني جيلا قويا قادرا على بناء مستقبل أمته ووطنه، وتأمين حياة الكائن البشري والبيئة المحيطة. فكانت أكثر إهتمامات الأمم المتقدمة بالأجيال الناشئة هو تحبيبها للكتاب، وتعليمها كيفية القرآءة، لانهم يؤمنون أن الذين يعرفون كيف يقرأون هم الذين سيقودون الجنس البشري.
