إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

السبت، 23 يوليو 2016

لا توقظوها دعوها نائمة, ولا تنبشوا قبرها


 
كتب في حسابه في مواقع التواصل، انتظروني سوف أنزل سلسلة مقالات تكشف حقائق المذهب الفلاني، ونسي نفسه أنه إنسان!
كتب الأخر، تابعوني لقد أكملت بحثي في كشف القضية الفلانية، للعلم لقد مات شخوص القضية قبل ألف وأربعمائة عام، لا أعلم كيف تواصل مع شخوصها وهو في القرن الحادي والعشرين، وهنا هو يفند ما قاله السابقون؟!
كتب الأخر، لقد أكملت تسجيل مقاطع مرئية عن التطرف الديني والفكري في الإسلام، والإقصاء والعنف، والتكفير ...الخ ، حينما يناقشه شخص ما في قضية ما يغلق النقاش حينما أحس بانسداد الطرق، ولا يريد أن يناقش أكثر ، لأنه لا يريد أن يغير ما يؤمن به من فكرة وهو لا يملك الكثير من معلومات , حتما سيخسر النزال؟! ووووووو ..

يبرز في الساحة الإسلامية مجموعة من المثقفين حسب زعمهم ، كرسوا أوقاتهم لدراسة الكثير من القضايا التاريخية لاسيما الإسلامية، لأنها أحد الطرق لنيل الشهرة، سنحسن الظن، لكن تأبى عقولنا إستساغة الوضع، فيطرحون قضاياهم على العامة، للعلم هذه القضايا هي المختلف فيها فقط، فيكثر الأخذ والرد من كل الأطراف حتى تعظم القضية لتصبح حديث الساعة مثلا، فيكثر متابعوها ، والخلاصة لا تقدم للبشرية شيئا سوى رأيا فقط كمثل من هي الفئة الناجية , هل القرأن مخلوق, هل سيخلد الفاسق في جهنم؟!. فيكثر الحديث عن قضايا عدة وأمور عدة لاسيما قضايا الخلاف بين المسلمين ، ويكثر التراشق بكل شيء حتى تشتعل الفتن، ويكأنه لا قضايا تؤرق الشارع العربي والإسلامي سوى قضايا الخلاف!.
كل من يحاول أن يناقش قضايا الخلاف بين المذاهب، ويسعى لدراستها، وينشرها للجمهور مع ترجيح طائفة على أخرى معتبرا رأيه رأيا سديدا، هو ليس إلا ساع للفتنة، وموقظا للفوضى ، وداعما للكراهية والحقد، ولا يحمل في قلبه ذرة إنسانية. جمع نقاط الخلاف لتكون محور نقاشات لا تنتهي ونسي أن يجمع نقاط الائتلاف والاتفاق, هو لا يريد لانه لا يسعى للم شمل الانسانية بل مسعاه التفرقة والتشتت .
دعوا القضايا النائمة في سباتها، وأيقظوا الهمم لاستعادة المجد ، وقوموا الأخلاق وازرعوا في كل شبر إنسانية. لا تنبشوا قبور الأموات فهم أموات ولا تأكلوا لحومهم, لستم موكلين بمحاسبة الخلق, دعوا امور الخلق للخالق.
لسنا بحاجة لمعرفة من الظالم والمظلوم في الأيام الخالية، نحن بحاجة لمعرفة إنسانيتنا وحقوقنا. ملايين المسلمين بلا مأوى وبلا ملبس، يأكلون البقايا التي يرميها المسرفون، ويلتحفون السماء في البرد القارس ويفترشون الأرض المشوكة بحجرها وشجرها، ولعمري أنتم سبب مآسي البشر تكفرون من لا يتبع هواكم ، ولا ينصاع لأمركم، فنشبت الحروب وأنتم تأمنون بأمن عظيم، وثكلت النساء وأرملت الحسان وتيتم الفتية والأطفال، وأنتم ونساؤكم وأطفالكم وحسنواتكم في بيوتكم تأكلون عشر الوليمة وترمون تسعة أعشارها. صيفكم شتاء، وشتاؤكم خريف، وكل فصول السنة مزهرة في ربيعها الدائم. كل هذا وذاك بأموال المسلمين التي لم يجعل الله لكم بها من سلطان ولا حق.


واعجبي من أمرهم الذي لم يقبله عقلي ولم تستسيغه نفسي، يتحلقون جماعات ، أو ينزوون فرادى، ليدرسوا قضية أزلية ليقولون رأيهم فيها ، وقد شبعت من كثر الأراء ، كل من عرفها قال فيها رأيه، كلما جاء جيل أدلى بدلوه فيها فيكفر من خالفه فكثر المكفرون وعظم عدد المكفرين، ولم تستفد العامة شيئا سوى التكفير، ورأيا قد قيل منذ الأزل.
واعجبي من هولاء اللذين يحاول تسيد الإسلام، ونقد الإسلام ، وحكر الإسلام، يظن الواحد منهم أنهم هم من يشعر بالله في قلبه ، وأما الأخرون ليسوا سوى مخطئين وعليهم والتوبة والإستغفار، فهم لا يشعرون بالله في قلوبهم.
واعجبي منهم يروجون للعالم بنيتهم التي تبغي الصلاح والإصلاح، ولا صلاح ولا إصلاح في نواياهم.
لعمري أن الإسلام والعروبة بحاجة لشيئين، أولهما تعليم الناس الصلاة والقرأن، فإذا صلوا وقرأوا القرأن سيجدون الله في جوارحهم وقلوبهم، يرشدهم للصلاح والإصلاح، وستعمر إنسانيتهم ، فإذا عمرت الإنسانية، عم السلام والوئام والخير والمحبة. وثانيهما تعليم العرب لغتهم واستعادة مجدها وعزتها وقوتها، حتى يتعلموا العلوم بلغة العرب لا لغة غيرهم، فكيف سنفهم القرأن ونحن لا نجيد لغة القرأن؟!
ابتعدوا عن الفتنة ، ولا تنبشوها ،دعونا نصلي لله ، دعونا نعبد الله ، دعونا نحب من نحب ، دعونا أن لا نكره أحدا. بفتنتكم توقظون في قلوبنا الكراهية التي طال سباتها، والفتنة أنتم.