إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الخميس، 17 يوليو 2014

المجتمع والعمل الخيري


 
المجتمع والعمل الخيري


عندما يريد أبناء مجتمع ما بناء مجتمعهم الذي يعيشون فيه، عليهم أن يحددوا مسؤلياتهم ، وهذه المسؤليات يجب أن تدار على أكمل وجه حتى يتم بناء المجتمع بناء جميلا.
اليوم تقوم الحكومات ببناء المجتمعات ،(الإنسان والمكان) ولكن هذا البناء لا يتم في يوم وليلة ،بل يأخذ وقتا غير محدود، ولكن الغالب أن هذا الوقت يكون بطيئا في نظر أفراد المجتمع ،ويرجع ذلك إلى تعدد الإنسان والمكان الذين تقوم المؤسسة الحكومية بتنميتهما بالإضافة إلى المسوليات الأخرى التي تقوم على عاتق المؤسسة الحكومية.  فبسبب هذا البطء أو التأخر في إنجاز التنمية؛ كانت ولادة العمل الخيري والتطوعي لمشاركة الحكومة في بناء الإنسان والمكان. وتعريفهما على ما يبدو لي هو الإقدام نحو التبرع للمجتمع ماديا ومعنويا مع تأدية الواجب الملقى على عاتق الفرد لتقوم بعض الجهات المشرفة على إنجاز عمل إجتماعي أو ثقافي أو رياضي أو… ألخ لم يكفيه الدعم الحكومي أو لا يحصل أساسا على دعم حكومي.  والتبرع المادي والمعنوي يكون بالمال والمواد أللازمة لإنجاز هذا العمل من قبل أفراد المجتمع أو المشاركة في العمل بالمجهودات النفسية والجسمية،ولن يكتمل هذا الإنجاز إلا بالإثنين معا فهما متلازمان إلى الأبد.
حينما لم تستطع المؤسسة الرسمية أن تغطي كل متطلبات المجتمع كان لزاما على أفراده أن يقوموا فرادى وجماعات بمشاركة المؤسسات الرسمية في إتمام متطلبات المجتمع وتلبية متطلبات أفراده أللازمة في إنعاش تنمية الإنسان والأرض معا ،حتى يستطيع الإنسان مواكبة تطور العالم من حوله وحتى تستطيع الأجيال أن تعطي الوطن والإنسانية من نتاج فكرها ونتاح سواعدها المأمولة في تطور عيش الإنسان.
إنتشر في الفترة الأخيرة مفهوم العمل الخيري  والتطوعي في أرجاء البلد وتلا هذا المفهوم مشاركة في تطبيقه ،او بمعنى أخر تطور هذا المفهوم ليعم نواحي وجوانب أخرى بعدما كان مقتصرا على بعض الجوانب والإتجاهات. وهذا الإنتشار مازال بسيطا جدا والناس ما زالت مبتعدة عنه قليلا مقارنة بالأمم الأخرى مع العلم أن ديننا الحنيف وصى به وبقوة لما فيه من تألف وتكامل إجتماعي وإتمام في بنية المجتمع التي بها تعم السعادة للكل.
إن وضعنا الحالي في العمل الخيري مازال يشير حالة الضعف ولم يرقى ليشمل كل شي ولم يرقى فكر الناس إلى إعتناق مبادرات خيرية وتطوعية،وإن كانت هنالك فهي بسيطة جدا.  وبسبب هذا الضعف مازلنا متأخرين جدا حينما نقارن أنفسنا بالمجتمعات الأخرى التي يهب أفرادها مسرعين في المشاركة في تمويل الأعمال الخيرية مدركين أنها السبيل في تمكين الإنسان على إتمام وتناول متطلباته بيسر وسهولة. نجد اليوم العالم المتقدم ينظر للعمل الخيري والتطوعي كأحد الأساسيات التي لابد وأن تتوافر في حياة الناس مؤمنين أنها الطريق السهل واليسير لخلق حياة عصرية متكاملة المرافق والإتجاهات والمتطلبات ، والقناة التي تتغذى بها المحتمعات والشعوب القاصرة التي تفتقر للكثير من ضروريات الحياة التي أنهكها الفقر والحرب وسوء الأحوال. قد تولي المجتمعات المتقدمة العمل  الخيري إهتمام بالغ ،فتراه كنشاط يتصدر قائمة اولويات حياة تلك الشعوب. أما في مجتمعاتنا التي مازالت ترضخ تحت وطأة الإسراف وحب جمع المال وإحكام قبضته،والنظرة المغايرة للعمل الخيري التي لا تؤتي أكلها أبدا والتي إن تبناها بعض الناس ستراها تزحف كالسلحفاة في الرمال البعيدة هذا حال عامة الناس ،أما الخاصة فهم مترفعين جدا عن المشاركة في الدعم والعطاء، كل هذا بسبب نظرتنا القاصرة تجاه العمل الخيري والتطوعي. في عوالمنا ترى الكثير من الأنشطة التي يتبناها المتطوعين متوقفة أو تحبو نحو  الإنجاز ببطء ،معللين ذلك بتخلف الناس عن دعم هذه الانشطة الإجتماعية والمشاريع الخيرية.عندما ننظر ببصر ممتد نحو أفق المشاريع الخيرية سنراها معدودة على مستوى بلادنا الكبيرة ،وفي الوقت نفسه لن نجد إلا جمعيات معدودة من إرتفع عطائها، وأما الباقي لايكاد يرتفع بنفسه إلا وانتكس ثانية بسبب قلة الموارد.
نحن كأفراد في هذا المجتمع بحاجة إلى أن نؤمن الإيمان الكامل أن العمل الخيري والتطوعي مهم جدا في حياتنا ،وأن نجعله من الأساسيات في حياة الإنسان التي يلزم علينا عدم الحياد عنها وعدم إهمالها. علينا جميعا أن نرشد أنفسنا نحو هذا الدرب المنير المملؤ بالخيرات والمسرات للإنسان وبيئته.
إن سبب شحة تبرعاتنا وعطاءاتنا الخيرية ليست لأننا لا نحب الخير أو أن نفوسنا تحتضنها الأنانية والقسوة علي بني جلدتنا،لا ابدا بل يرجع كل هذا لأننا نجهل الخير العظيم الذي تكنه الأعمال الخيرية بين طياتها وما لها من تاثير إيجابي عظيم للمجتمع عموما والإنسان خصوصا. لذا لزاما علينا جميعا أن نعمل على تثقيف وإرشاد المجتمع للعمل الخيري والتطوعي،حتى تكثر العطايا والهبات الخيرية للمجتمع، وحتى تكثر المبادرات التطوعية في تبني الأعمال والأنشطة الخيرية التي تنتفع بها البلاد والعباد. علينا أن نحقن أنفسنا وغيرنا بالأفكار النيرة التي تزيد من إيمان الفرد بضرورة أن نحادي ركب العمل الخيري حتى ترسخ هذه الفكرة في عقولنا جميعا كرسوخ الجبال الراسية في بطن الأرض.
هيا بنا نهب جمعا وفرادى في سبيل بناء الإنسان والمكان بناء قويا ورائعا وذلك بأن نتنافس في تبني العمل الخيري والتطوعي في كل المجالات الحيوية كالرياضية، والثقافية، والإجتماعية، والدينية، وغيرها كل حسب ميوله ورغبته وكل حسب مقدرته في المشاركة سواء بالمجهود الجسمي والفكري أو بالمال والمواد،ولا ننتظر مكتوفي الأيادي حتى يطلب منا أن نقوم بخدمة المجتمع فالمجتمع ليس ملكا لفئة معينة بل هو للجميع وخدمته واجبة على الجميع.بهذا وذاك سنحقق السعادة الإنسانية للجميع وخاصة أولئك الذين لم يعرفوها قبلا بسبب شحة مواردها. وسيكتمل بناء المجتمع في كل جوانبه وستزهو حياتنا بكل الوان السعادة.



صالح بن سعيد الفارسي

مجلس الخضراء الثقافي

هناك تعليق واحد:

  1. بارك الله فيك .. أصبت عين الحقيقة .. ولا زلنا نحمل شعلة الأمل ننير بها طرقات المجتمع .. علها تستفيق على واقع أكثر وعياً لأهميه العمل الخيري .. دمتَ معطاءً

    فريق مهارات عُمان الخيري
    @maharat_network

    ردحذف