3 الصبر
الحياة الرمضانية حياة مليئة بالتعاليم، فهي مدرسة نتعلم منها الكثير والمثير، لما فيها من منهج حياة قويم ودستور عظيم يتوافق مع كل حيثيات الحياة. فالصبر من أهم التعاليم في هذه المدرسة وهو خصلة لن ينالها على أكمل وجهها إلا القلة من بني البشر لصعوبته وعدم قدرة الكثير على تحمل الصبر في الحياة، فجاء رمضان معلما لنا ومدربا على الصبر، فكانت تعاليم الصبر واضحة في كل حيثيات الصوم. جاء الأمر في شهر الصوم بالإمتناع عن أشياء كثيرة يحتاجها الإنسان في اليوم والليلة إحتياجا كبيرا، إحتياج نفسي ، وجسدي، وإجتماعي، وهذا بحد ذاته تدريب عملي للنفس والجسد على تحمل الصبر في الحياة، ليكون سهلا تحمله في أيام التعب. وهو محفز لمن أراد الٱمتناع عن شيء صعب تركه في الحياة وقد تعودت عليه النفس سابقا، فترك بعض الأشياء يحتاج إلى صبر ، فمن لم يتدرب على الصبر حتما سيواجه صعوبات في تحمل الصبر بكل درجاته. فالصبر في شهر الصيام من أكثر الأشياء وضوحا وأكثر التعاليم حضورا فهو مدرسة متكاملة ومنهج حياة مستقيم، فقد ذكر في القرأن الكريم أكثر من مئة مرة، لعظمته وفائدته ومنفعته، فالصابرون في الحياة، هم الفائزون ما بعد هذه الحياة الدنيا . فعلينا استحضار هذه الخصلة العظيمة ولنستشعرها كخير ينفعنا وليست أذى يهلكنا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق