حينما هبطت الطائرة في مطار مرمول في حزيران قبل سنوات عدة، والتي أقلعت من مطار مسقط مرورا بمطار فهود، وقتها كانت أول زيارة لي لهذه البقعة الصحراوية الجميلة. أما قبلها لم أكن أعرف شيئا عن هذه المدينة الصحراوية، المليئة بالذهب الأسود في قيعانها العميقة، فهي مرمولة بالخير. حينما خرجنا من الطائرة لتعانق أجسادنا سماءها، شعرنا وكأننا نحط رحالنا في بادية لم نعهد سواها، صحراء مترامية الأطراف، ومتباينة التضاريس تختلف نوعا وشكلا عن كثير من البوادي، لاسيما صحراء الشمال. استقبلتنا السماء بنسيمها العليل الذي ينساب كتيارات ماء بين النتوءات، ملطفا الجو، ببرودته العذبه، وملمسه الحريري الذي يسر العيون رغم أنها لا تراه، ويثلج الصدور حينما تحتضنه، ويبهج النفس التي تستشعره لتطير الجسوم معه بأجنحة السعادة. فاحتضنتنا الشمس بجمالها، وضيائها البهيج، فتهللت وجوهنا مشرقة مبتهجة، وكأنها شمس الربيع في ملمسها ورونقها، تتراءى لنا بأجمل الونها الساحرة، لاسيما المذهبة التي تسر النظر وتريح الأحداق.
مرمول وطن الجمال الساحر، وطن السلام الروحي والأمان النفسي، هي الصحراء التي جمعت بين الأصالة والحداثة، أصالة البدوي الذي مازال متمسكا بكل حيثيات الحياة البدوية، ويتضح كل هذا جليا في حياته اليومية ومعاملاته مع بني جنسه من مختلف الأعراق. وحداثة التقنية البيتروكيميائية التي ما فتأت تعانق الأرض بحثا عن الثراء، لتضحي هذه الأرض بخيرها كرما لأن يحيا وطن بأكمله. كثبانها الرميلة ساحررة تعانق الشمس عند كل غروب وشروق، يجد الشاعر في لوحاتها الصحراوية ثراءا لغويا لا يمكن حصره، وجمالا آخاذا يسحر الألباب، ورمالها كمخادع حسنوات مرمولة بالذهب والفضة والعسجد، لاسيما عند إحتضانها بشعاعات شمسي الشروق والغروب.
لم يكن شهر حزيران أنذاك مثل اليوم في صيف 2018، أن من وطء أرض مرمول يومها ثم رحل ليأتيها اليوم سيعيش الفرق الكبير بين تينك الصيفين. كانت ليالي مرموول أبرد ما تكون، حينما كانت تهب نسائمها محملة بالبرد الجميل الذي ينتزع من النفس أتعابها، ويلهمها رشدها وصبابتها، كان المساء حسناء تغني، حينما يراقصها بدرها عاشقا عند إطلالته زائرا رحبا جميلا في سماء مرمول. ثمة نجوم تزين الفضاء متلألأة تغازل الشعراء ودا وصبابة. هنالك عند تخومها حينما تكومت رمالها تلالا ينزوي بينها العاشقون متسامرين، يتساقون كوؤس الغرام حتى الثمالة ، لا يوقظهم من خمرهم سوى شعاعات شمس إنطلقت من بين روؤس التلال. لوحة طبيعية ارتسمت في هذه الصحراء، ويكأنها رسمت بيد فنان عشق البادية بكل طبيعتها، لذلك نجد أن من تطء قدمه أرض مرمول لن يرحل عنها إلا مرغما. كان حضور المرموليين لميناء الفحل مفخرة لهم، لأنه من مرمول، التي تجملت بكل شيء كطبيعة فتّانة، أو منطقة صناعية ، فكان جل الموظفين الذين لم يزوروها يسألون عنها، كيف هي مرمول؟ ولماذا يعشقها موظفوها!؟
مندهشين لا يعرفون أن حسنوات الأرض لم يأخذن من حسنها سوى قليلا.
يااااااه كم كانت جميلة تلك الأيام، حينما لم تكن تهب في فضاءآتها رياح رملية تلبد الفضاء بالغبار مختلطا بالسخونة الشديدة التي تحرق حتى ورق الشجر. كانت الطيور لا تتفيأ ظلال الشجر في صيفها، كمثل اليوم حينما نرى تحت كل شجرة سرب طير باحثا عن الظلال هاربا من الحر الشديد، وأي هروب هذا!؟ فحرارة الأرض غدت أشد من حرارة الشمس!!
اليوم في حزيران وتموز وآب تصبح البادية قطعة من عذاب، منذ ميلاد الفجر حتى، إلى أن يرخي الليل سدوله، حرارة لا تنتهي ولا تنخفض إلا قليلا. نتذكر الماضي فنتمنى عودته لنعيش ليالي أكثر استمتاعا مما نحن عليه اليوم، حينما التهبت الأرض قبل السماء.
مرمول وطن الجمال الساحر، وطن السلام الروحي والأمان النفسي، هي الصحراء التي جمعت بين الأصالة والحداثة، أصالة البدوي الذي مازال متمسكا بكل حيثيات الحياة البدوية، ويتضح كل هذا جليا في حياته اليومية ومعاملاته مع بني جنسه من مختلف الأعراق. وحداثة التقنية البيتروكيميائية التي ما فتأت تعانق الأرض بحثا عن الثراء، لتضحي هذه الأرض بخيرها كرما لأن يحيا وطن بأكمله. كثبانها الرميلة ساحررة تعانق الشمس عند كل غروب وشروق، يجد الشاعر في لوحاتها الصحراوية ثراءا لغويا لا يمكن حصره، وجمالا آخاذا يسحر الألباب، ورمالها كمخادع حسنوات مرمولة بالذهب والفضة والعسجد، لاسيما عند إحتضانها بشعاعات شمسي الشروق والغروب.
لم يكن شهر حزيران أنذاك مثل اليوم في صيف 2018، أن من وطء أرض مرمول يومها ثم رحل ليأتيها اليوم سيعيش الفرق الكبير بين تينك الصيفين. كانت ليالي مرموول أبرد ما تكون، حينما كانت تهب نسائمها محملة بالبرد الجميل الذي ينتزع من النفس أتعابها، ويلهمها رشدها وصبابتها، كان المساء حسناء تغني، حينما يراقصها بدرها عاشقا عند إطلالته زائرا رحبا جميلا في سماء مرمول. ثمة نجوم تزين الفضاء متلألأة تغازل الشعراء ودا وصبابة. هنالك عند تخومها حينما تكومت رمالها تلالا ينزوي بينها العاشقون متسامرين، يتساقون كوؤس الغرام حتى الثمالة ، لا يوقظهم من خمرهم سوى شعاعات شمس إنطلقت من بين روؤس التلال. لوحة طبيعية ارتسمت في هذه الصحراء، ويكأنها رسمت بيد فنان عشق البادية بكل طبيعتها، لذلك نجد أن من تطء قدمه أرض مرمول لن يرحل عنها إلا مرغما. كان حضور المرموليين لميناء الفحل مفخرة لهم، لأنه من مرمول، التي تجملت بكل شيء كطبيعة فتّانة، أو منطقة صناعية ، فكان جل الموظفين الذين لم يزوروها يسألون عنها، كيف هي مرمول؟ ولماذا يعشقها موظفوها!؟
مندهشين لا يعرفون أن حسنوات الأرض لم يأخذن من حسنها سوى قليلا.
يااااااه كم كانت جميلة تلك الأيام، حينما لم تكن تهب في فضاءآتها رياح رملية تلبد الفضاء بالغبار مختلطا بالسخونة الشديدة التي تحرق حتى ورق الشجر. كانت الطيور لا تتفيأ ظلال الشجر في صيفها، كمثل اليوم حينما نرى تحت كل شجرة سرب طير باحثا عن الظلال هاربا من الحر الشديد، وأي هروب هذا!؟ فحرارة الأرض غدت أشد من حرارة الشمس!!
اليوم في حزيران وتموز وآب تصبح البادية قطعة من عذاب، منذ ميلاد الفجر حتى، إلى أن يرخي الليل سدوله، حرارة لا تنتهي ولا تنخفض إلا قليلا. نتذكر الماضي فنتمنى عودته لنعيش ليالي أكثر استمتاعا مما نحن عليه اليوم، حينما التهبت الأرض قبل السماء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق