يشهد العالم نموا كبيرا في كل جوانبه لاسيما النمو الإقتصادي والسكاني، فحينما يرتفع البعض متناميا قد يحجب عن الأخر وصول بعض الأشياء إليه أو صولها إليه، وحينما تتسع الطرق لأحدهم تضيق على الأخرين ، فتصبح الحياة مليئة بالعراك الحيوي، والتنافس التنموي في كل المجالات. وهذا النمو قد يجعل حياة بعض البشر صعبة بسبب عدم التوافق بين الحياة ومتطلباتها ، لذا يلجأ الإنسان لإبتكار الفكرة والطريقة والإسلوب ليعيش حياته متلائما مع حياة الأخرين.
وهذا النمو السكاني جعل الناس يتسابقون للحصول على اساسيات الحياة لاسيما الوظيفة التي بدونها يصعب على الإنسان العيش لأنها مصدر الرزق وعجلة الحياة، فالذين لم يحصلوا على الوظيفة والعمل ، كان لزاما عليهم البحث والتقصي عن مصدر الرزق ولو لجأوا لإبتكار الطرق والأساليب حتى يعيشون بسلام مع الأخرين.
نوارة فتاة تخرجت في الجامعة وهي ككثير من الخريجين الباحثين عن عمل منذ سنوات، لم ترزق بوظيفة رغم بحثها المتواصل وكفاحها الدؤوب للحصول عليها، فما حيلتها غير أن تقعد في البيت عالة على أسرتها، لكن الحال يضيق ويضيق ولم تعد تحتمل الوضع، فهي تريد أن يكون لها مصدر رزق خاص بها ولا تود أن تكون عالة على الأخرين. هي تحب هواية الطبخ كثيرا، وكانت تبدع في طبخها لأسرتها وتلاقي القبول الجميل لكل طبخاتها. ذات يوم ولدت في مخيلتها فكرة الطبخ وبيع منتجاتها خارج البيت لكل من يطلب منها أي طبخة أو صنعة من صنائع المطبخ. عملت خطتها ودرست رغبات المجتمع ووجدت أنها بحاجة لتطوير بعضا من حرفة الطبخ لاسيما في كيفية إعداد بعض المعجنات والكعك والحلويات. دخلت نوارة دورات تدريبية في كيفية إعداد ما ينقصها من خبرة في تحضير بعض الأطعمة المختلفة حتى أجادت التحضير. بدأت تحضر بعض من الموائد المختلفة، ثم أعلنت عنها في مواقع التواصل لتنشر للجميع. بدأ الناس يطلبون منها كل حسب رغبته، ومبتغاه، وهي تحضر وتعد لهم طلباتهم بجودة وإتقان. كل من يطلب أول مرة حتما سيطلب ثانية بسبب جودة ما تحضره وتعده. إنتشر خبرها بين النساء ، فكثرت عليها الطلبات وهي تجتهد في تلبيتها جميعا وهي في بيتها ووقت عملها فقط. لحظة ما وهي تحسب مدخولها الشهري وجدت أن ما تقبضه أكثر من راتب زميلتها التي توظفت في مؤسسة ما. فعملت لنفسها مصدر رزق تتحكم فيه بنفسها وتدير العمل ذاتيا دون مضايقة أو تعب نفسي، كمثل العاملين في مؤسسات حكومية أو خاصة.
قد يتعذر على البعض إيجاد الوظيفة بعد أعوام من الدراسة، وذلك بسبب صعوبة الوضع وندرة الأعمال والضعف الإقتصادي، لكن البحث عن فكرة إيجاد الرزق وتنفيذها يبقى بيد الإنسان نفسه، فالبعض لا يحبذون إجهاد عقولهم وأنفسهم لتأمين أنفسهم ماليا، فينتظرون الوظيفة لسهولة الحصول على المال. والبعض حينما تتأزم الأحوال والأوضاع يلجأون لخلق فكرة تكون الرحم الذي يتمخض عن الخير ، فيعتمدون على أنفسهم ليعملون في مشاريع خاصة يبدأونها من الصفر حتى النهاية. فالعمل موجود والمال موجود يبقى أن الإنسان عليه أن يجتهد في خلق الفكرة المناسبة لإيجاد مصدر الرزق.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق