سلسلة مقالات التعاون الثقافي مع مدرسة لميس بنت عمرو الأنصارية بولاية المضيبي.
عندما يتعرص شخص ما لحادث مروري وقد أصيب بإصابة أو إعاقة سواء كانت مزمنة أو غير مزمنة فهذا يعني أن نظام حياته قد تعطل نوعا ما، وهذا التعطل يعتمد على درجة الإصابة التي حدثت له، لذا فالبيئة المحيطة هي الأخرى حتما ستتأثر بهذا التعطل لأن الإنسان مدني بالطبع. أما أن قد فقد المتعرص للحادث حياته، فإن نوعا من الإختلال الحيوي سيحدث في البيئة المحيطة لهذا الإنسان، لأن أشياء كثيرة مرتبطة به واستمراريتها متعلقة بحياته، ففقدانه للحياة يعني أنها مصيبة كبيرة وإختلال بيئي وحيوي سيء جدا سيحصل. لذا عمدت المؤسسات المدنية العامة والخاصة، الأقليمية والدولية إلى خلق قوانين مرور تحمي المجتمع من الإختلال والضعف والفوضى، وأوجبت على الجميع تطبيق هذه القوانين تفاديا لحدوث أي حادثة صغيرة كانت أم كبيرة، وحفظا لأرواح البشر والممتلكات العامة والخاصة.
فقانون المرور الجديد الذي تطرق إلى موضوع رخصة القيادة، ليجعل الحاصل على رخصة القيادة تحت الملاحظة سنة كاملة، فإذا أخطأ وخالف قانون المرور بعدد من المخالفات، فإن الرخصة ستسحب منه ولا يسمح له بالقيادة. فهذا القانون يراه الكثير من الناس بأنه قانونا مهما وله فوائد كثيرة ، فمن فوائده أن يجبر الفرد على الإلتزام بالقانون جملة وتفصيلا. لأن سابقا كانت نسبة من السائقين الجدد الحاصلين على رخص القيادة، يقودون سياراتهم وقد يعتريهم نوع من التهور أو أللا مبالاة، مما قد يؤدي إلى إختلال النظام المروري وحتما أن الأمور ستؤل إلى ما لا تحمد عقباه، وهذا واضح جدا في مجتمعاتنا لكثرة الأمثلة الحاصلة في شوارعنا. حيث أن نسبة كبيرة من الحوادث في شوارع السلطنة تسبب بها هم من الفئة العمرية الأصغر أي حديثي القيادة . ومن أسباب كثرة الحوادث، هو عدم وجود الثقافة المرورية لدى هذه الفئة العمرية بشكل خاص، وبعض الفئات الأخرى، وعدم وجود الخبرة الكافية للتعامل مع المركبة في خضم الاستخدام الكبير لها كوسيلة نقل .
حينما رأت الجهات المنظمة والمسؤولة تفاقم الوضع وإزدياد المشكلة سوء إرتأت أن تحدّث بعض القوانين المرورية، ومنها وضع الحاصلين على رخصة القيادة الجدد تحت الملاحظة، محاولين أن يحدوا من إزدياد المشكلة على أقل تقدير إن لم تختفي كليا من حياتنا. ثمة فائدة أخرى قد نجنيها من هذا القانون، هو أن هذه الفئة ستضطر إلى الإلتزام بالقانون بحذافيره وسيؤثر هذا إيجابيا على كل فئات المجتمع، حتما سيكون كل مستخدمي الشارع في أمان حينما يلتزم الجميع بأخلاق وسلوكيات القيادة الأمنة.
مما لا شك فيه أن الإلتزام بالقانون مهم جدا لكل سائقي السيارات حتى يحضى الجميع بالأمن والسلامة ، لأن القانون وضع لحماية الجميع من مخاطر الطريق ومخاطر السيارات. فالإلتزام بالقانون وحده غير كافي البتة، إذ من المهم أن يتحلى الجميع بأخلاق القيادة الحميدة والسلوكيات الصحيحة حتى يطبق القانون عن قناعة تامة ودراية. ثمة أمر مهم، نتمنى من الجهات المسؤولة أن تنظر فيه وتوليه إهتماما كبيرا وذلك لمصلحة المجتمع، ألا وهو الثقافة المرورية، بأن تقوم بعض المؤسسات بتبني موضوع التثقيف المروري عبر مختلف القنوات، ليطّلع الجميع على هذه الثقافة ويتبناها حبا وقناعة. ويا حبذا لو تبنى معاهد مرورية متوزعة على كل محافظات السلطنة لتقوم بعمل دورات مرورية هادفة لخلق وضع أمن وحياة مستقرة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق