رغم إتهامي له بأنه عميل أمني أثناء حوارنا معا بعد كتابته مقاله الأكثر جرأة والذي بسببه دخل السجن لإسبوع تقريبا، إلا إنه ظل يحاورني بخلق سمح، رغم مخالفتي له في كثير من توجهاته الفكرية ولا أتفق معه إلا في بعضها الأخر فهو لم يقصي الرأي الأخر، وهذا طبيعي في الحياة لاسيما لشخص كمعاوية الأكثر جرأة من كتاب السلطنة. قد نختلف كثيرا مع بعضنا في توجهاتنا الفكرية والرؤى، وقد نتفق ،وهذا لايعني أننا في طريق معوجة لا استقامة فيها ،ولا يعني أن الأنا أفضل من الأخر ، ولا العكس صحيح، يبقى صفاء النوايا هي التي تحكم في هذا.
حينما نذكر معاوية حتما سنذكر كل تصرفاته وكتاباته وتوجهاته لاسيما التي نختلف معه فيها، وقد نذكر جرأته ومواقفه في كل القضايا التي لم يندس قلمه عنها ، إن كان صائبا أم غير ذلك. نتذكر ألأن معاوية بعد أن ذكرنا هو بنفسه بالمقطع الصوتي وهو بين ويلة القضية والمحكمة ،وحقيقة لم أنساه بل كان زائرا مترددا لذهني في كثير من الأحيان والمواقف والقضايا، لأن بعضا من القضايا الداخلية لا يكتب فيها إلا معاوية.اليوم بعد شهور وهو بين القضبان ها هو يناشد الكل بالمعونة لأجل إنهاء قضيته التي جعلته سجينا بلا حرية في سجون دولة مجاورة، يعاني ألام جرآته الزائدة ، فالبعض يعقب قائلا بحثت عن حتفها بضلفها ،وهذا قول مردود على صاحبه، والبعض الأخر يناصر قضيته لكنه وفي وضع الصمت،وهذا ديدن الجميع بلا منازع.
طول هذه الفترة والساحة الكتابية تفتقد معاوية الكاتب، معاوية الذي لم يالو جهدا في دعم الكتابة والتدوين، يدعم كل من إرتأى فيه خصلة كتابية ولو كانت صغيرة ، ظل يناصر الكتابة ،بغض النظر عن ماهية الكتابة التي يناصرها ، وكانت مناداته ،أكتب في كل شيء ،أكتب لكل شيء ، أكتب أي شيء، موقنا أن من رحم هذه الكثرة التدوينية ستولد أقلام بارعة لها صولات وجولات في الساحة الكتابية.أصبحت بعض من القضايا الملحة بحاجة لأقلام تترجمها ، وليست اي أقلام بل أقلام أكثر جرأة وشفافية، فحينما أختفى معاوية ذبلت كثير من تلك القضايا. حينما كنا نرجو سطوع أقلام في في فضاءات الكتابة، ظهرت لنا أقلام متسلقة منافقة حبرها نتن، لم تظهر إلا حينما بردت الساحة وأندست الأقلام مخافة القضبان، أو مخافة فقدها الحلى المرجو من الصحون الفارهة.حينما سجن معاوية لما تلاقي المواهب الكتابية دعما وتشجيعا،إذ إن معاوية كان الداعم الحقيقي للمبتدئين في التدوين ، فهو بحد ذاته مدرسة داعمة، رغم فقره لبعض الأشياء ،إلا أن الهمة الكبيرة في الدعم والنية الصادقة رفعت من شأنه عاليا، ولم يكن كباقي أعضاء جمعية الكتاب الذين لا يسمع همسهم ولا صرير أقلامهم حينما تدعو الحاجة لذلك.
إختفاء معاوية عن الساحة الكتابية لها أثر كبير، لاسيما في الوسط الثقافي، الأمر الذي جعل النشاط التدويني الجريء يصاب بالذعر قليلا ، فلم نعد نسمع للأقلام صريرا يطمئن قلوب البعض الذين تؤرقهم بعض القضايا ،ولا يزول أرقها إلا بالكتابة عنها. كنا نأمل أن يظهر لنا معاويتان على أقل تقدير ، فظهر لنا متسلقون ومنافقون قاموا يجلدون ظهور البعض بأقلامهم اللاسعة، فماذا عسانا نرجو منهم غير الصمت؟!.
أقول وبإيمان تام ، أتمنى مساومة المعنين أن يرجعوا معاوية الكاتب ويأخذوا بدله عشرة أعضاء من جمعية (.....) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق