هذا
النص عبارة عن قصة سمعتها عن أحد الأفاضل
وأحسبه من المجتهدين في العمل التطوعي وهو يسردها لنا، وأصوغها كموضوع إنشائي لأخذ
العبرة منها.
حينما قدرت الحياة ووضعت في الميزان كان لابد أن يكون لكل شي ند متباينا له في كثير من الخصائص والملامح وأحيانا يماثله في الكثير ويختلف في بعضها حتى لا تفقد الحياة دورتها الموزنة.فالفقر ليس عيبا يخلق في الناس وليس مرضا مشوها لجسومهم، الفقر نقص في الحيلة والرزق وهو ضد الغنى ، فهذان ندان وجدا في الحياة لتوازنها،وقامت الحياة على أساس التكافل الإجتماعي والرحمة التي يتولد بها التآلف والتكاتف والمؤخاة والحب الإنساني.
يقول صاحبنا كنا في حملة توزيع الصدقات وإذ ينتهي بنا المطاف إلى بيت فقير محدود المصدر لم يستطع أن يوفر لأبنائه وله مسكنا مريحا يماثل مساكن الأخرين ولا طعاما يشبع بلذته الرمق، ولا ملبسا يضفي السعادة في نفوس أطفاله أو يرسمها في محياهم. فالبيت متهدمة بعض أطرافه ومتشققة جدرانه متساقطة جوانبه وكأنه شاة يحتضنها الجدري،سقفه قاب قوسين أو أدنى وينهار،أعمدته عجوز شمطاء متقوسة فقراتها، كل من يراه سيظن في التو أنه مهجور وقد رحل ساكنوه منذ أمد طويل . وفي المقابل يجاور بيت الفقير بيت الغني الذي تلون بزاهي الألوان ورصع بجميل الأحجار وبني بشكل يغري الناظرين، واسع ومتوسع ،سكانه يتفننون بجميل الملبس،ويتغذون بلذيذ الطعام، نوافذ البيت تمتص نسيم الهواء العليل ،أنواره تقتل عتمات الألم والهم والأسى ،ممتلئ بالأشجار والشجيرات ،بالزهر والثمر ،زاكي الطعام تفوح روائحه. يقول فطرقنا الباب المتهايم الذي أكلت أجزائه الآرضة (الرمة ) فخرجت إلينا طفلة بريئة لا تتجاوز الخمس سنين يظهر عليها قلة الحيلة وسوء الحال، حكمها الفقر منذ ولادتها فاستعبدها كم استعبد أبويها وكل عائلتها فاستسلمت له كما استسلم العبيد لأسيادهم ، شعرها متفرق لا يسكنه ساكن متلاصقة شعيراتها ببعضها البعض وكأن عسل صب فوق الرأس فكان ملاذا للقمل وغيره ، وأني لأحسبها لم يطأ الماء رأسها ، عيناها سوداوان تتلألأن ،إرتسمت الشمس في مقلتيها بضيها ،حواجبها متفرقة مفزعة أهدابها جميلة كجمال عينيها ،وجهها متعفر بالتراب و (الحلاط) ،يداها وكأنهما يدي رسام تلونت بمختلف الألوان،أظافرها كأظافر عجوز وقد إندس الطين بين الظفر واللحم،ملابسها رثة جدا.خرجت مهرعة ووقف عند الباب وكأنها حسناء تنتظر حبيب طال غيابه متلهفة لتروي ظمأ شوقها برؤيته. نظرنا إليها جميعنا بإستغراب وتعجب من الحال السيء الذي تعيشه هذه الطفلة في مجتمع يزخر بالخير الكثير.سألتنا: من أنتوه؟ ..لم نعرف كيف نجاوبها، فأخرج زميلنا الذي كان خلفنا المؤنة من السيارة فلما رأتها تبسمت بسعادة عارمة كسعادة طفل يحتضن أمه بعد غياااب طويل تمخض بعظيم الشوق،وتوسعت عيناها وشهقت قائلة: جاي بهوان جاي بهوان فهرعت مسرعة تبشر أمها بمجيء أصحاب المؤنة الذين تعودت العائلة أن تأكل من خيرهم. بهوان ذاك الرجل الكريم الذي لا يكاد يوجد بيت في الوطن لا يعرفه صغيرهم وكبيرهم ،بهوان رجل تعود أن تزور سياراته بيوت الناس محملة بمؤنة شهرية تعم الغني قبل الفقير ،ولا يعرف الناس إلا بهوان واحد فقط.
مجتمعنا مليء بالفقراء ولا يوجد به إلا بهوان واحد، كيف يتناسبان مثلا،تغلب كفة الفقراء على كفة بهوان.الغني لا يهتم إلا في زيادة غناه وفي أهل بيته فقط، والفقراء ينتظرون مجيء بهوان مرة كل شهر حتى يتذوقون اللحم وغيره ما لا يذوقونه بسبب ضعف الحال وقلة الحيلة.لو أن في بلادنا ثلاثة (بهوان ) لصلح بعض حالنا وتحسن. فهي دعوة لكل ذا قلب رحيم أن يبادر في فعل الخير وأن يبادر في رسم البسمة في محيا الفقراء فهم بحاجة لنا كثيرا، لكن كثيرا منهم ( تحسبهم أغنياء من التعفف)، فلنبحث عنهم ولنتكاتف جميعا ولنجعل في بلادنا ألف بهوان ليكبر عطاؤنا لهم حتى يتلذذون بلذيذ الطعام وعذب الشراب وجميل الملبس، لنجعل حياتهم أعيادا مستمرة دائمة.
حينما قدرت الحياة ووضعت في الميزان كان لابد أن يكون لكل شي ند متباينا له في كثير من الخصائص والملامح وأحيانا يماثله في الكثير ويختلف في بعضها حتى لا تفقد الحياة دورتها الموزنة.فالفقر ليس عيبا يخلق في الناس وليس مرضا مشوها لجسومهم، الفقر نقص في الحيلة والرزق وهو ضد الغنى ، فهذان ندان وجدا في الحياة لتوازنها،وقامت الحياة على أساس التكافل الإجتماعي والرحمة التي يتولد بها التآلف والتكاتف والمؤخاة والحب الإنساني.
يقول صاحبنا كنا في حملة توزيع الصدقات وإذ ينتهي بنا المطاف إلى بيت فقير محدود المصدر لم يستطع أن يوفر لأبنائه وله مسكنا مريحا يماثل مساكن الأخرين ولا طعاما يشبع بلذته الرمق، ولا ملبسا يضفي السعادة في نفوس أطفاله أو يرسمها في محياهم. فالبيت متهدمة بعض أطرافه ومتشققة جدرانه متساقطة جوانبه وكأنه شاة يحتضنها الجدري،سقفه قاب قوسين أو أدنى وينهار،أعمدته عجوز شمطاء متقوسة فقراتها، كل من يراه سيظن في التو أنه مهجور وقد رحل ساكنوه منذ أمد طويل . وفي المقابل يجاور بيت الفقير بيت الغني الذي تلون بزاهي الألوان ورصع بجميل الأحجار وبني بشكل يغري الناظرين، واسع ومتوسع ،سكانه يتفننون بجميل الملبس،ويتغذون بلذيذ الطعام، نوافذ البيت تمتص نسيم الهواء العليل ،أنواره تقتل عتمات الألم والهم والأسى ،ممتلئ بالأشجار والشجيرات ،بالزهر والثمر ،زاكي الطعام تفوح روائحه. يقول فطرقنا الباب المتهايم الذي أكلت أجزائه الآرضة (الرمة ) فخرجت إلينا طفلة بريئة لا تتجاوز الخمس سنين يظهر عليها قلة الحيلة وسوء الحال، حكمها الفقر منذ ولادتها فاستعبدها كم استعبد أبويها وكل عائلتها فاستسلمت له كما استسلم العبيد لأسيادهم ، شعرها متفرق لا يسكنه ساكن متلاصقة شعيراتها ببعضها البعض وكأن عسل صب فوق الرأس فكان ملاذا للقمل وغيره ، وأني لأحسبها لم يطأ الماء رأسها ، عيناها سوداوان تتلألأن ،إرتسمت الشمس في مقلتيها بضيها ،حواجبها متفرقة مفزعة أهدابها جميلة كجمال عينيها ،وجهها متعفر بالتراب و (الحلاط) ،يداها وكأنهما يدي رسام تلونت بمختلف الألوان،أظافرها كأظافر عجوز وقد إندس الطين بين الظفر واللحم،ملابسها رثة جدا.خرجت مهرعة ووقف عند الباب وكأنها حسناء تنتظر حبيب طال غيابه متلهفة لتروي ظمأ شوقها برؤيته. نظرنا إليها جميعنا بإستغراب وتعجب من الحال السيء الذي تعيشه هذه الطفلة في مجتمع يزخر بالخير الكثير.سألتنا: من أنتوه؟ ..لم نعرف كيف نجاوبها، فأخرج زميلنا الذي كان خلفنا المؤنة من السيارة فلما رأتها تبسمت بسعادة عارمة كسعادة طفل يحتضن أمه بعد غياااب طويل تمخض بعظيم الشوق،وتوسعت عيناها وشهقت قائلة: جاي بهوان جاي بهوان فهرعت مسرعة تبشر أمها بمجيء أصحاب المؤنة الذين تعودت العائلة أن تأكل من خيرهم. بهوان ذاك الرجل الكريم الذي لا يكاد يوجد بيت في الوطن لا يعرفه صغيرهم وكبيرهم ،بهوان رجل تعود أن تزور سياراته بيوت الناس محملة بمؤنة شهرية تعم الغني قبل الفقير ،ولا يعرف الناس إلا بهوان واحد فقط.
مجتمعنا مليء بالفقراء ولا يوجد به إلا بهوان واحد، كيف يتناسبان مثلا،تغلب كفة الفقراء على كفة بهوان.الغني لا يهتم إلا في زيادة غناه وفي أهل بيته فقط، والفقراء ينتظرون مجيء بهوان مرة كل شهر حتى يتذوقون اللحم وغيره ما لا يذوقونه بسبب ضعف الحال وقلة الحيلة.لو أن في بلادنا ثلاثة (بهوان ) لصلح بعض حالنا وتحسن. فهي دعوة لكل ذا قلب رحيم أن يبادر في فعل الخير وأن يبادر في رسم البسمة في محيا الفقراء فهم بحاجة لنا كثيرا، لكن كثيرا منهم ( تحسبهم أغنياء من التعفف)، فلنبحث عنهم ولنتكاتف جميعا ولنجعل في بلادنا ألف بهوان ليكبر عطاؤنا لهم حتى يتلذذون بلذيذ الطعام وعذب الشراب وجميل الملبس، لنجعل حياتهم أعيادا مستمرة دائمة.