حرب الحوادث المرورية
ان الحرب الضروس التي يتعرض لها الشعب العماني لهي حرب
مهلكه قد فتكت بالكثير من ابناء هذا الوطن الغالي والبعض من زواره الذي لقوا حتفهم
في هذه الحرب اثناء زيارتهم بلادنا , انها حرب الحوادث المرورية. حرب السيارات
التي قد يعدها البعض فقط تصادم بين مركبتين نتيجة خطأ بشري عادي وغير مقصود وهذا
الذي يظهر للبعض , لكن الحقيقة هي انه خطأ بشري متعمد . ان كل من يخالف القانون
يعتبر خارجا عليه , والخارج على القانون هو المجرم والمجرم هو من يسيء الى المجتمع
وافراده وبيئته , وايضا هو من يتعمد قتل البشر باي وسيلة اخرى. والمجرمون اليوم
يستخدمون السيارات لقتل بني البشر حتى لا تقع عليهم العقوبة القاتلة وهي القتل ,
فيتم معاقبتهم بمخالفة ماليه تصل الى عشرات الريالات مع السجن لأيام معدودة. وهذه العقوبة
لمن يقتل نفسا مستخدما السيارة بدلا عن السكين او اي سلاح اخر. في فوانينا من يقتل
بالسيارة لا يعد مجرما , بل يعد انسانا طبيعيا عاديا حاله مثل الاخرين .
ومع انتشار حوادث المرور التي ازهقت الارواح بها, نجد المؤسسة
المعنية بتنظيم المرور لا تلقي بالا لما يحدث في شوارعنا ابدا وكلمة لا تلقي بالا
ربما انها ستزعجهم كثيرا كيف لا وهم العين الساهرة التي تسهر على راحة المواطن
والمقيم لا ننكر ذلك ابدا ولكننا ننكر قدرتهم او استجابتهم على ايقاف مجازر الشوارع
التي يقوم بها بعض المجرمين ونراها تتزايد يوما بعد يوم وعاما بعد عام, والا هل
يعقل ان عقوبة القاتل هي مخالفة بعشرات الريالات وبالسجن لأيام معدودة؟ لم نجد هذه
العقوبة في تاريخ البشر ابدا من الازل الى اليوم, وهذا هو واكثر الذي يجعل فئة
المجرمين يتلذذون بقتل الابرياء مستخدمين في ذلك السيارة وذلك بالسرعة الجنونية ,
وبالتجاوز الخاطئ , وبمخالفة قانون السير بشكل عام غير مرتدعين ابدا ولا معتبرين
بالحوادث اليوميه.
ان على الشرطة ان تكون صارمة قوية في مثل هذه المخالفات
والجرائم المرورية وغيرها , لاسيما قتل الابرياء بالسيارات نتيجة التهور والطيش.
ضحايا الحوادث المرورية تزداد تباعا من عام لأخر ولم نرى بأم اعيننا حلا متكاملا
من قبل الشرطة يقلل من المخالفات المرورية والحوادث بل نراها تزداد منذ سنوات
اضعافا مضاعفه. اننا وبكل امانه اصبحنا لا نثق في حلول الشرطة لتقليل نسبة
المخالفات والحوادث المرورية , ونتمنى ان تكون هنالك مبادرات شعبيه تسعى لردع
المتهورين والخارجين على القانون لان الشرطة منذ سنوات ومع تزايد نسبة المخالفات
والحوادث المرورية لم تنجح في ايقافها ابدا. فعلى كل انسان امين مخلص لوطنه ان
يسعى الى ايقاف هذه المجازر بكل الوسائل والطرق.
اعلم انه سيقال لي وما ذنب الشرطة في هذه المجازر التي
يتسبب بها بعض الخارجين على القانون ؟ لا ذنب للشرطة سوى انها لم تضرب الخارجين
على القانون بيد من حديد وهذا جعل بعض الناس يطيشون ويتمردون على القانون وبشده
مدركين ان كانت هنالك عقوبة ستكون مخالفة بسيطة فقط . ان من تسبب في مقتل اسرة بأكملها
وينفيها من الوجود , ما هو العقاب المناسب له على هذه الجريمه ؟ قل انت ماهي
العقوبه المناسبه لهذا المتسبب ,ان تسبب في مقتل احد اقربائك؟, طيب اسال الشرطة
كيف تعاقبه؟ ستعاقبه بالغرامه الماليه السهله , والسجن السهل وبعدها سيخرج حرا ,نعم
ذاك الذي تسبب في قتل رب الاسره فترملت الزوجه وتيتم الابناء , سيخرج وسيتسبب في
مقتل افراد اسرة اخرى وهكذا دواليك.
فلنعمل جميعا حتى ننهي الحوادث المرورية بكل اشكالها .
وعلى الشرطة ان تعيد حساباتها في مسالة المخالفات المرورية وعقوبتها , وليس العيب
ان نستعين بالخبرات الداخليه والخارجيه ولكن العيب ان تستمر المشكلة وتتفاقم سنة
بعد سنة وتكثر المخالفات والحوادث ويزداد عدد الضحايا.
ملاحظه: أعني بالمجرم هنا هو من يتسبب في مقتل انسان
بحادث سير وهو يتهور في القيادة ولم يلتزم بقانون السير عدا ذلك لا اعده مجرما.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق